أكدت منظمة الصحة العالمية،أن عودة انتشار فيروس شلل الأطفال في البلدان التي كانت خالية منه هو "حدث غير عادي"، وحذرت من أنه إذا لم يتم حصره على وجه السرعة من خلال استجابة دولية منسقة، فإن المرض الذي يمكن الوقاية منه يمكن أن ينتشر مرة أخرى ؛ وضرب الفيروس حتى الآن عشر دول، وكانت 60 % من 417 حالة إصابة بالفيروس العام الماضي نتيجة الانتشار عبر الحدود. وأوضحت المنظمة أنه يتعين على حكومات الدول العشر المتضررة من الفيروس -وبينها باكستانوسورياوالكاميرون- إعلان حالة طوارئ عالمية، بالإضافة إلى تطعيم جميع السكان والمسافرين. يذكر ان اجتماعا عقد خلال الأيام الماضية، يتمحور حول أزمة شلل الأطفال إثر اكتشاف حالات عدوى من الخارج في أفغانستان والعراق وغينيا الاستوائية؛ ودفع فشل باكستان في وقف انتشار المرض منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ إجراءات صحية طارئة على مستوى العالم. من جهتها،أصدرت المنظمة الأممية توصية بضرورة أن يبرز جميع المقيمين الراغبين في مغادرة البلاد ما يثبت خضوعهم للتحصين ضد المرض، وشملت هذه الإجراءات كلا من سورياوالكاميرونوباكستان وتمثل البلدان الثلاث أكبر خطر يهدد بانتشار الفيروس المسبب للشلل ويقوض خطة دولية لاستئصاله بحلول العام 2018. وتتركز الأضواء على باكستان باعتبارها البلد الوحيد الذي يتوطن فيه شلل الأطفال، والذي شهد ارتفاعا في عدد المصابين العام الماضي، إذ بلغ 93 حالة مقارنة ب58 فقط في العام 2012. وتمثل الإصابات في باكستان أكثر من خمس حالات الإصابة على مستوى العالم والتي بلغت 413 حالة عام 2013. وقال مسئول بالمنظمة إن الفيروس انتقل في الفترة الأخيرة إلى أفغانستان والعراق وإسرائيل وسوريا، وعثر على آثار له في شبكات الصرف الصحي بالضفة الغربية وقطاع غزة والقاهرة، كما ظهر المرض في الصين قبل نحو عامين ؛ ولفت إلى أنه في أغلب هذه المناطق التي عاود الفيروس الظهور فيها، قاد اقتفاء أثره إلى باكستان خلال الأشهر ال12 أو ال18 الماضية. واتفق أعضاء لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية في جنيف بالإجماع على أنه يجب أن تكون الأولوية هي وقف انتشار فيروس شلل الأطفال البرّي داخل حدود البلدان المصابة بالفيروس′′ بأسرع ما يمكن ". ومن أهم الوسائل لذلك شن حملات التطعيم التكميلي بلقاح شلل عن طريق الفم. OPV ووفقا لبيان صادر عن منظمة الصحة العالمية، فإن الكاميرونوباكستانوسوريا تشكل الخطر الأكبر لانتقال الفيروس إلى دول أخرى، وينبغي على جميع المقيمين والزوار إثبات تلقيهم للتطعيم قبل سفرهم؛ وحددت اللجنة أيضا البلدان التي ينشط فيها فيروس شلل الأطفال البري ولكنه لم ينتشر إلى البلدان المجاورة. وتشمل تلك المجموعة أفغانستان وغينيا الاستوائية وإثيوبيا والعراق وإسرائيل والصومال ونيجيريا. وقالت اللجنة:" إذا لم يتم التعامل مع هذا الوضع، فإنه سيؤدي إلى الفشل في القضاء على أحد أخطر الأمراض في العالم التي يمكن الوقاية منها باللقاحات" وأن "الظروف قد تم استيفاؤها لإعلان حالات الطوارئ في مجال الصحة العامة واعتبارها أهمية دولية". وقال أعضاء اللجنة في بيان لهم حول الوضع الراهن "يتناقض هذا الوضع بصورة صارخة مع وقف شبه كامل للانتشار المنخفض لفيروس شلل الأطفال البري على المستوى العالمي خلال الفترة من شهر يناير عام 2012 إلى عام 2013′′، وهناك أدلة متزايدة تثبت بأن المسافرين الكبار قد ساهموا في انتشار الفيروس. وشلل الأطفال هو أحد الأمراض الفيروسية المعدية التي تهاجم الخلايا العصبية في النخاع الشوكي ويمكن أن تؤدي إلى الشلل وحتى إلى الموت. وتنتشر أكثر الإصابات بهذا المرض في صفوف الأطفال ونادرا ما يتأثر به البالغون. وتنتقل عدوى فيروس شلل الأطفال من شخص إلى آخر عن طريق الفم أو الأنف، إذ أن أصغر قطرة من اللعاب يمكن أن تنشر الفيروس. كما تمكن الإصابة بفيروس شلل الأطفال من خلال الاتصال المباشر بين شخص مصاب وآخر سليم. ويدخل الفيروس الجسم عبر الفم إلى الأمعاء وينتقل عبر الأوعية الدموية إلى الخلايا العصبية. ومعظم الأشخاص الذين يصابون بعدوى فيروس شلل الأطفال لا تظهر عليهم أعراض واضحة، وبالتالي ربما لا يعلمون بإصابتهم بالفيروس. وفي هذه الحالة تفرز أجسامهم أجساما مضادة، وهذا ينطبق على 95 بالمئة من المصابين. أما إذا وصلت الفيروسات إلى النظام العصبي المركزي -أي الدماغ أو النخاع الشوكي- فإن ذلك قد يؤدي إلى أضرار كبيرة، مثل التهاب حاد للسحايا (الأغشية المغلفة للدماغ والحبل الشوكي). وأسوأ شكل من أشكال هذا المرض يصيب حوالي 1 بالمئة من المصابين ويكون مساره أقوى وينتهي بحدوث حالات شلل مختلفة وتشنج حاد في الساقين. وفي العادة تظهر أعراض فيروس شلل الأطفال خلال السنة الأولى من الإصابة. ومن الأعراض الأولية هي الحمّى والتعب والصداع والتقيؤ والتيبس في الرقبة والآلام في الأطراف.