كتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أنه يعرف خصومه أكثر مما يعرفون أنفسهم فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية. وقال فريدمان في مقاله، إن بوتين " يعتقد أن الأمريكيين لن يأخذوا أبدا قضية موارد الطاقة على محمل الجد، وأن الأوروبيين لن يكونوا جادين أبدا بشأن فرض عقوبات، وإن الاصلاحيين الأوكرانيين لن يكونوا جادين بشأن الحكم، وانه بإمكانه أن يسيطر على القوات الانفصالية التي أطلقها في شرق أوكرانيا كما يحلو له ". وأشار الكاتب الأمريكي الى انه منذ ان استبعدت الولاياتالمتحدة امكانية ارسال قوات الى اوكرانيا، كان يجب ان تعتمد قدرتها قصيرة الامد في التأثير على بوتين على عقوبات محددة الاهداف، غير ان اكثر الطرق جدية لاضعاف بوتين، الذي يعتمد اقتصاد بلاده وميزانية حكومته بشكل كبير على النفط الذي يتجاوز سعر البرميل منه 100 دولار، ستكون صفقة امريكية محلية كبرى حول الطاقة تطلق قوى من شأنها ان تبدأ مع مرور الوقت في التأثير على الاسعار العالمية للنفط والغاز. وأضاف انه "لذلك يتعين على أوباما أن يجتمع بقادة الكونجرس ويضع خطته على الطاولة بشأن توسيع مجال التنقيب عن النفط". ومضى فريدمان يوضح في مقاله "كما قلت فإن بوتين يعتقد أنه يعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا، ويعتقد أننا نتحدث كثيرا دون تطبيق أي شيء على أرض الواقع، ولديه العذر في ذلك: فمنذ عقود مضت، فشل الحزبان في امريكا في تطوير استراتيجية خاصة بالطاقة، ودفعنا نحن ثمن ذلك"، وتساءل ما اذا كان يجب ان تظل الولاياتالمتحدة ممن يأخذون سياسة الطاقة لا من يصنعها. وأشار فريدمان الى أن بوتين يعتقد أيضا أنه يعرف الأوروبيين جيدا، نظرا لأن الكثير منهم من المستفيدين من النفط والغاز الخاص به، موضحا ان رد فعل اوروبا جاء حتى الآن في صورة شعور بالضيق من بوتين أكثر من الغضب منه أو فرض عقوبات عليه. وقال الكاتب الأمريكي إن الاصلاحيين الأوكرانيين لديهم دور كبير ليلعبوه، إذ يجب عليهم ايجاد سبيل لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في اكبر القطاعات الممكنة من الاراضي الاوكرانية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، ثم الانتقال بسرعة إلى الانتخابات البرلمانية واصلاح دستوري لوضع أسس لحكم لائق. وأضاف فريدمان أن " آخر ما يريده بوتين لأوكرانيا هو حكومة إصلاحية منتخبة بنزاهة يكون لها شرعية ربط أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي "وبالتالي هذا هو الشيء الاول الذي يجب ان يقوم به الأوكرانيون". واختتم مقاله بالقول إن بوتين يعتقد أنه "سوبرمان"، لكن أمريكا وأوروبا والاصلاحيين الأوكرانيين لديهم القدرة مع بعضهم البعض على إطلاق قوة مضادة قد تصيبه بالعجز.