بعث زعيم السلطة في جنوب السودان، سلفاكير، بإشارات إلى معارضيه بشأن استعداده للتنحي من منصب الرئاسة إذا كان في تنحّيه مصلحة شعب بلاده، في الوقت الذي تستمر فيه المساعي الدولية من أجل إخراج البلاد من شبح الحرب الذى ينذر بالمجاعة. تأتي تصريحات "سلفاكير" بالتزامن مع جهود إفريقية لعقد لقاء بينه وبين زعيم التمرد، نائبه السابق رياك مشار في غضون الأيام المقبلة بعد تعهده لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، الأسبوع الماضي، على عقد لقاء ثنائي مع غريمه. وذكر موقع "سودان تريبيون" نقلا عن مصادر من العاصمة الكينية نيروبي القول إن سلفاكير أبلغ نظيره الكيني أوهورو كنياتا عدم ممانعته في التنحي في حال ثبت أنه في مصلحة شعب جنوب السودان؛ وأوضح سلفاكير لدى لقائه نظيره الكيني، أوهورو كنياتا، أنه لن يتردد في ترك السلطة حال ثبت له أن ذلك يخدم مصلحة السلام في جنوب السودان، مؤكدا أن بقاءه في السلطة لا يعني له شيئا إن كان يُفقد الجنوب الأمن والاستقرار. في المقابل، قال الرئيس الكيني في بيان صادر عن مكتبه إن: "قادة بالمنطقة سيعقدون قمة بجنوب السودان عقب محادثات مباشرة بين سلفاكير وقائد التمرد، رياك مشار، لحل الأزمة المستمرة في البلاد منذ أشهر" ؛ وأكد كنياتا في هذا الصدد أن الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا "إيجاد" تتفهم جيدا الأزمة في جنوب السودان، مشددا على أن الهيئة لن تقبل تعطيل المحادثات الجارية بشأن الأزمة بأي شكل من الأشكال"، على حد تعبيره. في غضون ذلك ، تواصلت الوساطة الأفريقية للترتيب لعقد اللقاء المقترح بين رئيس جنوب السودان وزعيم المتمردين مشار، حيث من المرجح أن يلتئم اللقاء في العاصمة الأثيوبية أديس إبابا. يذكر ان جون كيري، طالب عقب لقائه بسلفاكير، الأسبوع الماضي، فعل كل ما بوسعه لإنهاء الصراع، في المقابل أعرب رئيس جنوب السودان عن رغبته في إجراء محادثات وتشكيل حكومة انتقالية في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء أزمة بلاده ؛ ولدى لقاء المسؤول الأميركي بزعيم المتمريدن مشار، اتهم الأخير سلفاكير بعرقلة إيصال المساعدات وخرق المعاهدات الخاصة بوقف إطلاق النار ووضعية المعتقلين السياسين، لكنه رحب بفكرة اللقاء الثنائي شريطه أن يجتمع أولا برئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين. على جانب آخر كشف بيان صادر عن الناطق باسم المتمردين، يوهانس موسى فوك، أن المحادثات مع كيري تناولت الصراع المسلح في جنوب السودان وضرورة إنهاء الحرب وأهمية التزام واحترام اتفاق وقف العنف الموقع بين الجانبين؛ وأضاف البيان أن "وزير الخارجية الأميركي طالب بتسوية سياسية لمنع كارثة إنسانية من الصعب السيطرة عليها إن هي استفحلت أكثر مما هي عليه حاليا". ومن جانبه تعهد، كيري، بدعم جهود المصالحة في جنوب السودان والمساهمة في إنهاء النزاعات والأزمات التي تعاني منها دول أفريقية، واعتبر أن أفريقيا هي "قارة المستقبل" في حال تخلصت من النزاعات وذلك خلال كلمته أمام البعثات الدبلوماسية المعتمدة في إثيوبيا، السبت. وقال المسئول الأمريكي: "كنت في جنوب السودان ورأيت كيف يمكن أن تواجه أمّة فتية كان لها رؤية متفائلة للمستقبل تحديات بسبب أحقاد قديمة تحولت إلى أعمال عنف"، في إشارة الى النزاع بين رئيس جنوب السودان سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار. يذكر أن جنوب السودان يشهد معارك بين القوات الحكومية وقوات المتمردين منذ الخامس عشر من ديسمبر الماضى على خلفية عملية انقلاب على الرئيس سلفاكير.