نشكو مر الشكوى من تدنى مستوى التعليم واعتماد منهج الحفظ والحشو وليس الفهم واقتصار دور المدارس على إثبات الحضور والانصراف فقط، وتوريد المعلمين إلى المراكز التعليمية المنتشرة فى كافة أرجاء المعمورة،لتستنزف الدروس الخصوصية ما يتبقى من أموال أولياء الأمور،إذا تبقى منها شيئا بعد محاولة تقليص متطلبات الحياة ،"عشان خاطر الدروس ومستقبل الاولاد". وإذا كنا نقبل هذه الاوضاع السيئة على مضض ،فمن غير المعقول أن "نبلع" مسألة التعليم عن طريق "الرقص" ،أى التعليم على "واحدة ونص"، فانتشر على مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو لأحد المعلمين ابتكر طريقة جديدة لتحفيظ الطالبات الدروس ..وهى الحفظ عن طريق "الرقص"،وللانصاف فان الرقص "محترم،فهو رقص التنورة واستخدام الموسيقى والاغانى الشعبية! وتناثرت أقوال عن أن هذا المعلم استأجر قاعة فى حلوان ويمارس فيها هذه النوعية من التعليم بالتنورة ،بل إن الطالبات استجبن له ويحفظن الدروس ويحصلن على الدرجات شبه النهائية،وفى الحقيقة لا أحد يعلم هل هذه النوعية من التعليم موجودة فى مراكز أخرى أم أنها اقتصرت على طالبات حلوان فحسب. فربما أراد هذا المعلم أن يحيي فى نفوس بناتنا التراث والفلكلور الشعبى القديم ،وربما أراد أن يخفف عنهن جمود المناهج الدراسية التى عفا عليها الزمن ،والتى ينساها الطالب فور انتهاء الامتحان ،ليخرج خالى الوفاض لا يتذكر كلمة مما حفظها . وبالتزامن مع هذا الفيديو ،يعلن الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية و التعليم خلال لقائه مع جماعة الصحافة بثلاثة إدارات تعليمية إعداد قرار وزارى سيتم تطبيقه من العام الدراسي القادم ، لمكافأة الموهوبين في كل المجالات : الفنية والعلمية والتكنولوجية ،فهل سيعتبر الوزير التعليم على "واحدة ونص" ضمن المجال الفنى ،ليكافئ طلاب "التنورة " ،أم سيضيف مجالا آخر حتى لا يحرم هؤلاء من مكافآت العام القادم . ودون شك فإن هذه الواقعة تستوجب من وزير التعليم التحقيق فيها ووضع المراكز التعليمية التى أصبحت "سبوبة"كبيرة تحت عين الوزارة بأى طريقة ،ومحاولة التجديد فى طرق التعليم بعيدا عن "التنورة".. رحم الله زمانا كان يقول فيه أمير الشعراء أحمد شوقى : "قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا "،فلم يعرف أنه سيأتى زمان نقول فيه ".... كاد المعلم أن يكون ...." !!