خرج آلاف من أنصار المرشح الهندوسي القومي ناريندرا مودي لاستقباله في الوقت وهو يدشن حملته الانتخابية اليوم الخميس في مدينة فاراناسي المقدسة في استعراض للقوة للمرشح الذي يحتمل أن يصبح رئيس وزراء الهند. وخاضت الهند خمسة من عشر مراحل في الانتخابات البرلمانية وهي أكبر انتخابات شهدها العالم يشارك فيها 815 مليون شخص يحق لهم التصويت. وسيخوض مودي المنافسة على مقعد مدينة فاراناسي المطلة على نهر الجانج يوم 12 مايو قبل أربعة أيام من إعلان النتائج. وفاراناسي هي إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم وهي مركز للهندوس الذين يفدون إليها ليتطهروا من خطاياهم في النهر المقدس. ومن المتوقع أن يحقق فيها مودي فوزا سهلا. لكن في ظل وجود تجمع كبير للمسلمين وتعدد فئات الهندوس فستكون المدينة والمنطقة المجاورة اختبارا لما إذا كان مودي سيستطيع أن يتجاوز الانقسامات التي عرقلت مسار حزبه في الماضي. وخاض مودي هذا التحدي في خضم انتقادات وجهت له بان سياساته ستقوم على تفضيل الفئة العليا من الهندوس فأدلى مودي بتصريحات شابتها نبرة تصالحية تجاه الأديان الأخرى وتوجه ليسجل نفسه مرشحا بصحبة قائد زورق في نهر الجانج ينتمي لفئة أدنى في الطائفة الهندوسية. وقال مودي (63 عاما) "أتشرف بخدمة هذا المكان.. قلبي يحدثني بأنني لم آت هنا .. الجانج الأم دعتني." وتحت شمس حارقة لوح مودي لانصاره من شاحنة قبتها مفتوحة الذين استقبلوه بالرقص فوق الأسطح والتلويح بالأعلام بينما توجه موكبه إلى مكتب ليسجل نفسه مرشحا عن حزب بهارتيا جاناتا المعارض. وقال براتيك جوبتا وهو تاجر ارتدى قبعة كتب عليها "مودي لرئاسة الوزراء" "الدعم الذي يحصل عليه لم يسبق له مثيل." وفي المرحلة السادسة من الانتخابات التي تجرى اليوم الخميس في مناطق أخرى من الهند يدلي ما يزيد بقليل على 180 مليون ناخب مسجل بأصواتهم في الانتخابات التي تضع مودي المؤيد لقطاع الأعمال في مواجهة مع حكومة يسار الوسط التي تحكم منذ نحو عشرة أعوام بالإضافة لطيف من الاحزاب الإقليمية. وتظهر استطلاعات الرأي أن ائتلافا يقوده حزب مودي سيفوز على الأرجح بما يكفي من مقاعد البرلمان البالغ عددها 543 مقعدا لتشكيل الحكومة المقبلة لكنه قد يحتاج لدعم أحزاب إقليمية أخرى. ويسعى ائتلاف مودي لحصد نصف مقاعد البرلمان بمفرده لكن تلك المساعي قد تتعثر بسبب من يلومون مودي على فتنة طائفية في مسقط رأسه بولاية جوجارات في 2002 قتل خلالها أكثر من ألف شخص معظمهم مسلمون. ولم تجد المحكمة الدستورية أدلة كافية لمحاكمة مودي وينفي السياسي الهندوسي اتهامات بأنه لم يبذل ما يكفي من الجهود لمنع أعمال الشغب. وقال خلال هذا الأسبوع إنه سيحكم لصالح كل الهنود وليس الهندوس فحسب بعد أن أدلى بعض الحلفاء بتصريحات غاضبة. ويشكل المسلمون واحدا من كل ستة من ناخبي فاراناسي ويقول كثير منهم إنهم سيدعمون أرفيند كيجريوال وهو مرشح مناهض للفساد من دلهي قدم أوراق ترشيحه يوم الأربعاء. وقال فياض أحمد وهو يراقب كيرجيوال الذي كان يتحرك في سيارة جيب سوداء " مودي رجل سيء للغاية. لا نحبه وسيدمر البلاد."