هاجم انفصاليون موالون لروسيا قاعدة للحرس الوطني الأوكراني في مدينة بشرق البلاد ليل الأربعاء وقالت كييف إن ثلاثة من المهاجمين قتلوا ويرجح أن تخيم أعمال العنف الدامية على محادثات بشأن الأزمة الأوكرانية في جنيف يوم الخميس. ووصل دبلوماسيون من أوكرانياوروسيا ودول غربية لاجراء محادثات طارئة في سويسرا لكن الأمال ضئيلة في احراز أي تقدم على صعيد حل الأزمة التي شهدت سيطرة مقاتلين موالين لروسيا على مناطق بأكملها في أوكرانيا. وأنهى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي سياسة دبلوماسية استمرت عشرات السنين بعد انتهاء الحرب الباردة عندما أعلن حق روسيا في التدخل في الدول المجاورة وضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية لبلاده. ونشر عشرات الآلاف من الجنود على الحدود. واتهم بوتين السلطات في كييف بقيادة البلاد نحو "الهاوية". وتخشى كييف من أن يستغل بوتين أي أعمال عنف كذريعة لغزو البلاد. وقال بوتين في مؤتمر يذاع عبر التلفزيون يجيب فيه على أسئلة المواطنين "بدلا من ادراك وجود شيء خاطئ في الحكومة الأوكرانية ومحاولة الحوار يطلقون المزيد من التهديدات بالقوة... هذه جريمة خطيرة أخرى يرتكبها قادة كييف الحاليون." وأضاف "آمل أن يتمكنوا من أدراك حجم الهوة وحجم الهاوية التي تقبع فيها السلطات الحالية وتجر البلاد إليها". ووصف الاتهامات بأن عملاء روس يتحركون في شرق أوكرانيا بأنها "هراء". ولم يستبعد بوتين ارسال قوات روسية إلى شرق أوكرانيا لكن قال إنه يأمل ألا يحتاج لذلك وأن تفيد الدبلوماسية في حل الأزمة هناك. وقال "أذكركم بأن المجلس الاتحادي (الغرفة العليا للبرلمان الروسي) منح الرئيس حق استخدام القوة العسكرية في أوكرانيا." وأضاف "أتمنى فعلا ألا أضطر لممارسة هذا الحق وأن يمكننا حل كل القضايا الملحة اليوم من خلال وسائل سياسية دبلوماسية." ووقعت الاشتباكات الدامية الأخيرة في ميناء ماريوبول في وقت انتهت فيه عملية متواضعة للجيش الاوكراني لاستعادة مناطق أخرى من المتمردين الموالين لروسيا بحالة من الفوضى إذ استسلمت القوات بدلا من أن تطلق النيران. وقال وزير الداخلية الأوكراني أرسن أفاكوف إن مجموعة مسلحة تضم 300 شخص هاجموا قاعدة لقوات الحرس الوطني في ماريوبول بالبنادق والقنابل الحارقة. وأضاف أن ثلاثة انفصاليين قتلوا في اشتباك اندلع عقب ذلك وأصيب 13 آخرون. وقال أيضا "بالنظر إلى الطبيعة العدوانية للهجوم على القاعدة فقد تم تعزيز مجموعة تابعة لوزارة الداخلية بقوات خاصة. وتم ارسال طائرات هليكوبتر". وقال ممثل للانفصاليين عرف نفسه بالاسم الأول فقط وهو سيرجي إن من توجهوا للقاعدة كانوا يشاركون في مسيرة سلمية. وقال "كنا في مسيرة سلمية لحث الشرطة على الانضمام للشعب. وحذر قائد المعسكر من أنه سيأمر القوات باطلاق النار بغرض القتل". وأضاف سيرجي "بعدها وقع اطلاق نار. ورد البعض باطلاق قنابل المولوتوف. وتحققنا من مقتل شخص واصابة أكثر من 10". وسيطر انفصاليون موالون لروسيا على مبان في نحو 10 مدن في شرق أوكرانيا منذ اطلاق تمردهم في السادس من ابريل نيسان. وتهدد دول أوروبية والولايات المتحدةروسيا بفرض مزيد من العقوبات إذا لم تتخذ اجراءات في اجتماع جنيف لاظهار نيتها في تهدئة الوضع في أوكرانيا. وحتى الآن لم تفلح الدبلوماسية في مجاراة الأحداث على الأرض حيث سيطر أنصار روسيا على المناطق قبل أن تتمكن الدول الغربية من صياغة رد على ما يحدث. وقال بوتين يوم الخميس إن محادثات الأزمة التي تجري في جنيف "مهمة جدا" وحث الحكومة في كييف على أن تجلس وتتحدث مع المجتمعات الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا. وأضاف أنه يجب على الحكومة الأوكرانية أن تقدم ضمانات للناطقين بالروسية بشرق أوكرانيا لحل الأزمة. وقال "يجب التوصل إلى حل وسط ليس بين أطراف ثالثة وانما بين مختلف القوى السياسية داخل أوكرانيا.. هذا مهم للغاية. إنها القضية الرئيسية." وتدعم روسيا الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش رغم احتجاجات على حكمه استمرت ثلاثة أشهر. وبعد عزله فر يانوكوفيتش إلى روسيا في أواخر فبراير شباط ورفضت موسكو الاعتراف بشرعية حكام البلاد الجدد. وقال بوتين إنه متأكد من أن روسياوأوكرانيا يمكنهما التوصل إلى تسوية عقب ضم موسكو لمنطقة القرم وإن الجارتين بينهما كم هائل من المصالح المشتركة. وأضاف "أنا متأكد أننا سنتوصل إلى تفاهم مشترك مع أوكرانيا. لن يمكن لأحدنا المضي قدما دون الآخر."