قال الكاتب الأمريكي الشهير ديفيد إجناتيوس إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عقب اكتوائها بانتكاسات متلاحقة، يبدو أنها قررت توسيع برنامجها السري لتدريب ومساعدة قوات المعارضة السورية ؛ مما يعمق التورط الأمريكي في الحرب الأهلية الوحشية الدائرة هناك. وأضاف أجناتيوس – في مستهل مقال رأي له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم "الجمعة" - أنه من المحتمل مناقشة هذا التصاعد في برنامج المساعدات الأمريكية، خلال المحادثات التي ستجمع في وقت لاحق اليوم بين أوباما والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأشار إلى أن موافقة واشنطن على تمديد برنامج المساعدات، ستوطد العلاقات الأمريكية-السعودية ، عقب فترة من الخلافات الصاخبة حول السياسة التي تتبعها واشنطن حيال الأزمة السورية..ولكنها في الوقت نفسه ستعقد العلاقات المتوترة بالفعل مع روسيا وإيران، الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الأسد. وأوضح الكاتب الأمريكي أن أوباما يبدو أكثر راحة باستخدام منهج السرية، أكثر من استخدامه التدخل العسكري المباشر كما فعل في العراق وأفغانستان..مشيرا إلى أن الأمر المشجع هو تركيز الولاياتالمتحدة برنامجها المعدل للمساعدات على مكافحة الإرهاب، وهو ما يستدعي تدريب واشنطن لمقاتلي الجيش السوري الحر، حتى يتسنى لهم مواجهة متطرفي القاعدة، وشن هجمات ضد جيش الأسد . وتابع بقوله " إن تفاصيل خطة برنامج المساعدات الأمريكية نوقشت أمس الخميس، والتي أكد مسئولون أنها تنص على أكثر من نقطة أولها أن تتلقى قوات المعارضة السورية تدريبات في معسكرات بالأردن وشمال المملكة العربية السعودية وقطر، وسيتضاعف تقريبا عدد قوات المعارضة السورية التي ستتلقى التدريبات، لتصل إلى 600 مقاتل شهريا ، كما تقوم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالإشراف على التدريبات، وعلى توسيع البرنامج الذي تديره " . وأشار إلى أن الخطة تنص أيضا على استمرار فرز قوات المعارضة التي تتلقى التدريبات أثناء وبعد التدريب، حتى يتسنى اجتثاث المتطرفين من بينهم..لافتا إلى أن السعودية وافقت على استبعاد أي مقاتل عمل مع أي من جماعات "أحرار الشام" أو "جبهة النصرة" أو الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". وبالإضافة لذلك فسيقدم البرنامج المساعدة للمجالس المحلية والشرطة في المناطق التي تم إخراج قوات الأسد منها ..وأخيرا ، فإن البرنامج يسعى إلى تأسيس ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية، على الرغم من أنه من غير الواضح كيفية استعداد الولاياتالمتحدة وحلفائها بقوة لحماية هذه المناطق الإنسانية. ورأى الكاتب الأمريكي أن خطة تمديد برنامج المساعدة توجه رسالة واضحة إلى نظام الأسد، مفادها أنه لا يوجد حل عسكري للصراع، حيث ان المعارضة أخبرت البيت الأبيض بأن الأسد "لا يوجد لديه حافز لإجراء محادثات الآن، لأنه يعتقد أنه سيفوز في الصراع العسكري مع المعارضة"