"كما تدين تدان" هذه المقولة هي الأنسب لوصف الحالة القطرية، فكما انقلب حمد على والد خليفة بمساعدة "موزة"، سقاه ولده "تميم" من نفس الكأس بمساعدة "موزة". فتميم لم يتولى الحكم في قطر لأنه الأنسب أو الأكثر كفاءة، أو كما قيل عن رغبة الشيخ حمد في الراحة بعد أن تضاعف إجمالي الناتج المحلي في حكمه 20 مرة، والتفرغ لمتابعة حالته الصحية التي شهدت تدهورا. لكن الحقيقة الحقيقة الجلية التي وردت في كل التقارير أن إصرار وضغوط الأم الشيخة موزة، زوجة أمير قطر، هو سبب توريث "تميم" للحكم، فيما لا يزال والده حيًّا يرزق. ولم يكن دعم موزة لإبنها تميم يقتصر على توليه الحكم، لكنها لعبت دورا هاما في تصعيد نجلها ووضعه في دائرة الضوء، وذلك بعد أن نجحت في إبعاد "مشعل"، الإبن البكر لحمد من زوجته الأولى، من ولاية العهد. و لم تكتفى بهذا، لكنها توجهت الشيخة إلي واشنطن وسبقت ابنها في أول زيارة قام بها إلى أمريكا بعد أن تولى ولاية العهد، وقيل يومها إن "موزرة" تحاول أن تقدم نفسها كشيخة خليجية متحررة ترتدي الكاوبوي وتخرج دون محرم و لا تضع العباءة والنقاب. وإذا عدنا للوراء نجد أن الشيخة موزة كانت عراب الانقلابات في الدوحة، فبعد أن دخلت القصر عبر مساومة سياسية بين والدها ساند والشيخ خليفة الأمير القطري وقتها، لم تتردد لحظة في استغلال موقعها كزوجة ولي العهد والتتخطيط للإستيلاء على السلطة. وهو ما نجحت فيه عام 1995 بمساعدة الشيخ حمد بن جبر آل ثاني وزير الخارجية. لذلك ف"تميم" صناعة والدته وممثلها للحكم، فكل المؤشرات والتقارير تدل على أن الشيخة هي الحاكم الحقيقي للدويلة، وأن إبنها مجرد "دمية" كما كان والده.