قال مسؤولون يوم الاثنين إن قوات حكومية أوقفت ناقلة ترفع علم كوريا الشمالية كانت قد حملت بالنفط الخام في ميناء تحت سيطرة محتجين وذلك بعد تراشق قصير بالنيران بين قوات بحرية والمحتجين. وقالوا أيضا إن الحكومة ستقوم بتشكيل قوة عسكرية من الجيش النظامي والميليشيات الموالية للحكومة لفك حصار الموانئ النفطية التي كانت تصدر أكثر من 700 ألف برميل يوميا. ويزيد الصراع على الثروة النفطية المخاوف من انزلاق ليبيا الى مزيد من الفوضى مع فشل الحكومة في كبح جماح عشرات المقاتلين الذين ساعدوا في الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011 ويتحدون سلطة الدولة حاليا. وقال المحتجون -الذين يسيطرون على ثلاثة مرافئ ولهم سيطرة جزئية على مرفأ رابع- إنهم أرسلوا قوات إلى وسط ليبيا للتعامل مع أي هجوم حكومي. وقال رئيس الوزراء على زيدان إن قوات البحرية أوقفت الناقلة التي ترفع علم كوريا الشمالية خارج ميناء السدرة الشرقي الذي يسيطر عليه المحتجون وإنه يجري اصطحابها الى ميناء في غرب ليبيا. وقال زيدان في مقابلة مع رويترز "السفينة على بعد نحو 20 ميلا من ميناء السدرة." واضاف قوله "انها توقفت بسببت الظلام ولن نتحرك الليلة لكنها تحت السيطرة الكاملة ومؤمنة. وغدا ستتحرك." ونفى متحدث باسم المحتجين عدة مرات خلال المساء أنهم فقدوا السيطرة على الناقلة. وحتى اذا لم يتم تحرك عسكري كبير فإن التصعيد يقضي على أي أمل في إعادة صادرات النفط لمستوياتها السابقة قريبا. وخفضت موجة من الاحتجاجات في حقول النفط والموانئ الانتاج بصورة كبيرة مما يقوض سلطة الدولة إذ أن النفط هو مصدر الإيرادات الرئيسي الذي يدعم الميزانية وواردات السلع الأساسية. وأمر رئيس البرلمان بتشكيل قوة عسكرية من الجيش النظامي والميليشيات الموالية للحكومة لفك حصار الموانئ النفطية. وجاء في مرسوم أصدره رئيس المؤتمر الوطني العام نوري علي ابو سهمين وأكده لرويترز عمر حميدان المتحدث باسم البرلمان "تبدأ العمليات العسكرية الفعلية لتنفيذ هذه المهمة خلال أسبوع من تاريخ إصدار هذا القرار." وأضاف حميدان لرويترز أن القوة ستتشكل لتحرير الموانئ وإنهاء الحصار. وقال رئيس الوزراء زيدان الذي هدد يوم السبت بمهاجمة الناقلة مورننج جلوري إذا حاولت الإبحار محملة بالنفط إن العمل العسكري هو واحد من عدة خيارات. وأضاف قوله "المؤكد هو أن كل الموانئ سيتم تحريرها من المحتلين بكل السبل الممكنة.ونحن نفضل الحوار ولكن إذا فشل الحوار فسوف تتصرف الدولة." وتحاول ليبيا إعادة بناء جيشها منذ الإطاحة بالقذافي لكن محللين يقولون إن قوة الجيش لا تضاهي حتى الآن قوة الميليشيات التي قاتلت على مدى ثمانية أشهر للإطاحة بالقذافي. لكن القوة التي أمر البرلمان بتشكيلها ستتألف من مقاتلين شاركوا في القتال ضد القذافي من عدة مدن مثل مصراتة. ونقلت محطة تلفزيونية تابعة للمحتجين عن عبد ربه البرعصي رئيس المكتب التنفيذي لحركة مجلس إقليم برقة في شرق ليبيا دعوته "كل الرجال الشرفاء" في الشرق للانضمام لقواته. وقال المحتجون -الذين كان بعضهم ضمن قوة حراسة المنشآت النفطية في السابق- إنهم بدأوا تحريك القوات برا وبحرا الى وسط ليبيا للتصدي لأي قوات حكومية. ويقود المحتجين إبراهيم الجضران أحد القادة المعارضين للقذافي والذي كان حتى الصيف الماضي مسؤولا عن حماية حقول النفط والموانئ إلى أن انقلب على الحكومة. واكتسب الجضران بعض التعاطف بسبب حملته الساعية الى منح شرق ليبيا الذي يفتقر الى التنمية المزيد من الحقوق لكن الكثيرين يرفضونه باعتباره زعيم ميليشيا قبلية يفتقر إلى الرؤية السياسية. وحث كبار رجال الدين المسلمين في ليبيا في بيان أذاعه التلفزيون الميليشيات التي أطاحت بالقذافي على مساعدة الحكومة في محاولة منع الناقلة من الإبحار. وقال طارق متري الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين إن تحميل النفط على الناقلة التي ترفع علم كوريا الشمالية "عمل غير قانوني وينتهك سيادة ليبيا على موانئها ومواردها الطبيعية." وقالت الحكومة يوم الأحد إن البحرية وميليشيات موالية للحكومة أرسلت زوارق لمنع الناقلة من المغادرة. ووصلت الناقلة الى ميناء السدرة يوم السبت. ومن غير المعتاد أن تبحر ناقلة ترفع علم كوريا الشماليةفي الحبر المتوسط. وقالت مصادر ملاحية أنه علم مصلحة يقصد بها إخفاء ملكية السفينة.