ذكرت صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية تحت عنوان "الاختلاف بين أوكرانيا ومصر"، أن الحكومات الغربية ركزت أنظارها إلى أوكرانيا بشكل كامل، من مدح المتظاهرين في الميدان كثوار إلى التساؤل حول من سيدفع الفاتورة للدولة المفلسة التى ورثوها الآن. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد يوم من تحذير موسكو للغرب بالابتعاد عن أوكرانيا، تساءل المعلقون بغضب حول هل ستواصل موسكو إمداد كييف بالغاز؟ وإذا لم تفعل، من سيفعل؟. ووصف كاتب المقال ديفيد هيرست الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش بأنه "سفاح فاسد"، وهو النوع الذى يفضله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يحكم الجمهورية السوفييتية السابقة. وتابع هيرست قائلا: "لكن دعونا لا ننسى أيضا، أن الثورة البرتقالية انهارت بسبب أنها لم تستطع أن تنتج قيادات لديها الكفاءة لتؤسس ديمقراطية قائمة على القانون، وأن الثورة تمزقت، فزعيمة المعلرضة الأوركانية يوليا تيموشينكو ليست أونج سان سوتشي زعيمة المعارضة في ميانمار، وأن حصول الميدان الأوكراني على قائد أفضل مرهون بالمستقبل". وأضاف أن الغرب لم يهتم بقتلى الميدان الأوكراني الذين بلغوا أكثر من 82 قتيلا، في حين عندما تم فض ميدان رابعة في مصر، قطع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجازته في "ماراثا فينيارد" ليدين العنف ضد المدنيين كما ألغى المناورات العسكرية مع مصر، وأن أحداث رابعة شغلت الرئيس لسبع دقائق، بعدها عاد ليستكمل تدريب الجولف وأكد أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي لم يفعل شيئا أكثر من تهديد القادة العسكرين المصريين قائلا إنه يجب أن يتراجعوا، وأوقفت واشنطن المساعدات العسكرية التى تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار، لكن المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري وجد طريقه من خلال صفقة أسلحة مع روسيا بقيمة ملياري دولار. وشدد الكاتب على أنه على الرغم من ذلك يظل بوتين شخص منبوذ، بينما يملك السيسي شرعية شعبية، وأوضح أن معايير الغرب مزدوجة في التعامل مع الثورات، ففي لحظة واحدة هبت واشنطن وباريس ولندن وكاثرين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي من أجل مدح الثورة الأوكرانية لأنها تصب في مصلحتها. من جانب آخر، قال الكاتب الأمريكي إن "أوكرانيا الجديدة" تمثل أسوأ كابوس لبوتين لأن ما حدث في كييف يمكن أن يتكرر في أى مقاطعة روسية، وأن حكام المقاطعات الذين عينهم الكرملين معرضين بشكل واسع النطاق للعصيان المدني. وأشار إلى أنه، ومع ذلك، فإن الطريق مازال بعيدًا عن الاعتراف بأن أوكرانيا دخلت في مقارنة مع جارتها بولندا، وأوضح قائلاً "دع الأوروبيين المتغنيين برغبة كييف بأن تكون جزءا من أوروبا يتذكرون الأسوار المشددة الحراسة التى تحيط ببولندا العضو بالاتحاد الأوروبي الآن، هذه الأسوار المكهربة التى بناها السوفييت لفصل الاتحاد السوفييتي عن معاهدة وارسو.