أكد مصدر قيادي في "تيار المستقبل"، حدوث لقاء بين رئيس التيار سعد الحريري وزعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون ، لكنه لم يكن في إطار أي وساطة مع "حزب الله" ، كما أعلن عون أمس. وأبلغ المصدر القيادي صحيفة "المستقبل" الناطقة باسم التيار- تعليقاً على إعلان عون عبر الموقع الإلكتروني ل"التيار الوطني الحر" انه التقى الحريري والأمين العام لحزب السيد حسن نصرالله في إطار "وساطة لتقريب وجهات النظر بين أطراف متخاصمة"- إن اللقاء "حدث فعلاً في منزل الرئيس الحريري في باريس الذي استضاف العماد عون على مأدبة غداء". لكنه قال ً "أن اللقاء لم يك في إطار أي وساطة قام بها العماد عون بين الرئيس الحريري وحزب الله". وأضاف المصدر أن اللقاء تناول كل الأمور السياسية في البلاد وكان مناسبة لتبادل وجهات النظر لكنه لم يخلص الى أي تفاهمات بشأن الوضع الحكومي وسائر الاستحقاقات". وذكرت الصحيفة أن اللجنة التي ستضع البيان الوزاري ستضم إضافة الى رئيس الحكومة تمام سلام عدداً من الوزراء بينهم بطرس حرب ومحمد فنيش وسجعان قزي وعلي حسن خليل وجبران باسيل ، وأن البيان المرتقب سيكون مقتضباً وسيرسم الأولويات الملحّة مثل ضمان غستمرار عمل المؤسسات والتصدي لمسألة وجود اللاجئين السوريين ، وإنجاز الاستحقاق الانتخابي الرئاسي. وقال النائب عن تيار المستقبل غازي يوسف "إنها حكومة المئة يوم ، وسيكون العنوان العريض لعملها تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية ، وستعالج بعض الأمور الداخلية التي لم تُقرّ في ظل الحكومة السابقة بعد استقالتها" ، مشيراً الى أن "ثلاثية جيش وشعب ومقاومة سيتم تخطّيها على الأرجح وسيستوحي معدّو البيان من إعلان بعبدا ومذكرة بكركي الأخيرة لتحييد لبنان وتحصينه داخلياً على المستوى الأمني". على صعيد متصل .. كشفت صحيفة " الأخبار" اللبنانية عن أنه تم إعادة تفعيل ما وصفته بقناة التواصل الأمنية السياسية بين حزب الله وتيار المستقبل. وذكرت الصحيفة أنه في هذا الإطار عقد يوم أمس لقاء بين وزير العدل أشرف ريفي (الذي يعد من أشد منتقدي حزب الله)، في منزله في الأشرفية بشرق بيروت ، برئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا. (من المعاونين المهمين للأمين العام لحزب الله). وقالت الأخبار إنه إذا كان الهدف "الرسمي" للقاء تهنئة ريفي بالوزارة ، فإن شكل اللقاء يعطيه أبعاداً أخرى ، فقد حضره إلى جانب ريفي ، رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان ، ورئيس غرفة العمليات في قوى الامن الداخلي العميد حسام والتنوخي ، الذي تربطه علاقة وثيقة بقيادتي الحزب والتيار ، هو من رتّب عقد اللقاء الذي كرّس إعادة فتح " قناة التواصل الخلفية" ، ذات الطابع الأمني السياسي ، بين الطرفين ، بحسب مصادر سياسية. من جانبها نقلت صحيفة " السفير" عن الرئيس اللبناني ميشال سليمان قوله لمقربين إنه تعب كثيرا.. ولذلك قرر أن يسلّم دفّة السلطة الى حكومة "فيها كل الناس" ، وأضاف: " لن أسجل على نفسي أنني رميت البلد في فراغ مجهول. هي مسؤوليتنا جميعا أن نحاول انتخاب رئيس جديد للجمهورية.. أنا لست راغباً بالتمديد ، فقد أنهكتني المسؤوليات.. وأصابني المرض وأريد أن أرتاح". كما نقلت الصحيفة عما وصفته بالعارفين أن الفرنسيين والسعوديين تراجعت نبرة حماستهم للتمديد ، بل أن العاصمة الفرنسية ، من خلال الموفد الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا إيمانويل بون ، شجعت مرجعيات سياسية وروحية لبنانية عدة ، وخاصة البطريريكة المارونية ، على الاستعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها( مايو القادم) ، وبالتالي التحسب لسيناريوهات عقد جلسة لمجلس النواب اللبناني بنصاب الثلثين وتقديم أسماء يمكن أن تحظى بأكبر قدر ممكن من أصوات تزيد عن الغالبية المطلقة من عدد النواب في دورة الاقتراع الثانية ، اذا تعذر الانتخاب في دورة الاقتراع الاولى بأكثرية الثلثين ، وثمة حديث عن لائحة أسماء أولية تروّج لها البطريريكة المارونية تضم مبدئياً الوزيرين السابقين زياد بارود وروجيه ديب ، بالإضافة الى المصرفي جوزف طربيه. ويقول العائدون من العاصمة الأمريكية إن واشنطن تريد رؤية رئيس جديد للجمهورية ولا تشجع أي مسار يؤدي الى تمديد جديد لولاية المجلس النيابي ، وهي غير متحمسة للتمديد الرئاسي أو تعديل المادة 49 من الدستور لمصلحة هذا المرشح أو ذالك، لكن اذا بلغت الأمور حافة الفراغ ، يمكن للنصوص الدستورية أن تتكيف مع ضرورة انتخاب رئيس جديد ، لا أن يتم تثبيت الفراغ ، استناداً الى نص الدستور.(الذي يمنع ترشح كبار مسئولي الدولة). وقالت صحيفة السفير إن هذا الكلام الأمريكي الذي يجد صداه في الكثير من العواصم يفتح الأبواب أمام ترشيح كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة ، ولو على قاعدة ألا تهتز أدوار المؤسستين العسكرية والنقدية، باعتبارهما، حالياً، من أبرز ركائز الاستقرار اللبناني. وقالت الصحيفة إن تحالفي 14 و8 آذار سيحاولان الفوز بالصوت الجنبلاطي المرجح ،.. ولذلك، قرر ميشال عون أن يفتح خطوطه مع سعد الحريري من روما إلى "بيت الوسط" ، مستفيداً من الهوامش التي يتركها له حليفه "حزب الله" بوصفه مرشحه العلني الأول ، وهو الاعتقاد نفسه السائد عند سمير جعجع رئيس حزب القوات وأمين الجميل رئيس حزب الكتائب بأن حليفهما سعد الحريري قادر على توفير الأصوات الجنبلاطية.