أكد نائب مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة السفير أسامة عبد الخالق على أولوية الحل العربي للأزمة السورية،وشدد على رفض مصر التدخل العسكري في سوريا وأهمية المحافظة على وحدة وسيادة الأراضي السورية. وقال السفير المصري في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت مساء الخميس للتصويت علي القرار العربي المتعلق بسوريا: إن الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من العمل الدبلوماسي،لتفعيل مضمون القرار، مشيرا إلى أنه سيتم تسمية المبعوث العربي إلى سوريا قريبا. وردا علي سؤال بشأن تعيين مبعوث أممي الي أممي وفقا لما طالب به القرار،نوه السفير أسامة عبد الخالق إلى أن ذلك يتطلب العودة الي مجلس الأمن للتشاور مع الدول الأعضاء وصدور قرار يسمح للأمين العام بإرسال مبعوث خاص له إلى سوريا. وأشار نائب ممثل مصر الدائم لدي الأممالمتحدة إلى أن القرار الذي تم التصويت عليه ،راعي كافة ثوابت الحل السلمي للأزمة السورية كما وردت في خطة العمل العربية التي تم اعتمادها في 2 نوفمبر الماضي، وقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري يوم 22 يناير، فضلا عن قراره الأخير يوم 12 فبراير الحالي. وفي المقابل،شن المندوب السوري لدي الأممالمتحدة السفير بشار الجعفري هجوما حادا علي الدول العربية بعد اعتماد القرار الخاص ببلاده بأغلبية ساحقة في الجمعية العامة الجمعة، وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي اختطفت الجامعة العربية التي أصبحت مكسورة من الداخل ومنهزمة سياسيا ومعنويا. وواصل السفير السوري اتهاماته للدول العربية التي تبنت القرار الخميس في جلسة الجمعية العامة قائلا "من المؤسف أن دور الجامعة العربية قد انتهي تماما عند هذا الحد،بعد أن عملت الدول العربية التي تبنت القرار على تدويل الأزمة في بلادي، وأصبحت تتعامل مع إسرائيل. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد رحب بقرار الجمعية العامة الخاص بسوريا،ودعا السلطات السورية إلى الاستجابة للدعوة للمجتمع الدولي، وصوت الشعب السوري. وقال الأمين العام في بيان أصدره الناطق الرسمي باسمه مساء الخميس: من الأهمية بمكان أن يتكلم العالم بصوت واحد لوضع حد لسفك الدماء وبذل أقصى الجهود من أجل حل هذه الأزمة سلميا، وقد فعلت الجمعية العامة وأرشدت عن الطريق من خلال قرارها باتجاه حل سياسي ومستقبل سلمي في سوريا حيث الديمقراطية والكرامة وحقوق الإنسان لجميع أبناء الشعب السوري. وشدد علي ضرورة أن تسمح السلطات السورية بوصول المساعدات الإنسانية فورا وبالكامل ودون عوائق إلى المحتاجين. ودعا الأمين العام جميع الأطراف في سوريا، بما في ذلك الجماعات المسلحة، على أن توقف فورا جميع أعمال العنف. وأعرب بان كي مون عن استعداده للاضطلاع بمسئولياته، وفقا لما جاء في القرار، وأنه سيعمل بشكل وثيق مع جامعة الدول العربية وغيرها في المجتمع الدولي لايجاد حل سلمي ودائم لإنهاء الأزمة. ومن جانبه دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز ناصر، الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته إلى التعاون التام مع جامعة الدول العربية، والأممالمتحدة والمجتمع الدولي في تحقيق السلام والاستقرار والوحدة والديمقراطية في سوريا. ورحب في بيان أصدره مكتبه في نيويورك عقب جلسة الجمعية العامة مساء الخميس باعتماد قرار يدين بشدة استمرار الانتهاكات واسعة النطاق والمنهجية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من قبل السلطات السورية. وأثني رئيس الجمعية العامة على دعم المجتمع الدولي لجهود وخطط جامعة الدول العربية في هذا الصدد، وقال: إن هذا الدعم ينسجم مع الفصل الثامن من ميثاق الأممالمتحدة للتعاون فيما بين منظمات الأممالمتحدة والإقليمية. ودعا أيضا في بيانه، جميع الدول المحبة للسلام إلى مواصلة دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل عاجل للأزمة في سوريا، بما في ذلك خطط لاستضافة مؤتمر في تونس التي تضم البلدان في مجموعة من الأصدقاء من سوريا.