يبدأ الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند اليوم زيارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية تستغرق ثلاثة أيام في محاولة لتحسين صورته الخارجية بعد انهيار شعبيته ووصولها إلى أدني مستوى لها منذ توليه سدة الرئاسة الفرنسية منذ قرابة عامين. وتأتي هذه الزيارة بناء على دعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وتعد أول زيارة "دولة" لرئيس فرنسي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ آخر زيارة قام بها الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عام 1996.. كما أنها الزيارة الثانية التي يقوم بها الرئيس أولاند إلى الولاياتالمتحدة التي كانت وجهته الخارجية الأولى بعد توليه الرئاسة في مايو 2012 حيث عقدت بها قمتي الثمانية والناتو. ومن المقرر أن يتطرق الرئيسان خلال تلك الزيارة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الأزمة السورية والبرنامج النووي الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط إضافة إلى التعاون العسكري بينهما في القارة الأفريقية وأزمة أوكرانيا. ومن المقرر أيضا أن يزور أولاند وأوباما مقر توماس جيفرسون، بمنطقة مونتايسلو، الذي يعد رمزا للشراكة التاريخية بين فرنساوالولاياتالمتحدة الأميركية. وتحمل زيارة أولاند طابعا اقتصاديا حيث من المنتظر أن يتوجه الرئيس الفرنسي، برفقة وفد من رجال الأعمال،إلى كاليفورنيا للقاء عمالقة الانترنت والترويج للشركات الناشئة الفرنسية، كما يعتزم تناول الغداء الثلاثاء مع مديري كبرى المؤسسات الأمريكية مثل فيديكس، وماستركارد، وبيبسي. ويسعى أولاند إلى النهوض بالاقتصاد الفرنسي وجذب المستثمرين الأمريكيين في ظل التراجع الملحوظ للاستثمارات الأميركية في فرنسا، والذي يعود على الأرجح إلى ارتفاع مستوى الضرائب المفروضة مما ساهم بدوره في إبعاد المستثمرين. وفي هذا السياق أوضح استطلاع، أجرته غرفة التجارة الاميركية في فرنسا ومكتب "بان" الاستشاري في أكتوبر الماضي، أن 13% فقط من الشركات الأمريكية التي استثمرت في فرنسا " كان لها أصداء إيجابية ". وتعتبر الولاياتالمتحدة هي الوجهة الأولى للاستثمارات الفرنسية المباشرة التي تتركز بالأساس في مجال الصناعات التحويلية ( 38%) والخدمات المالية (29%) وقطاع الاتصالات ( 11%). من ناحية أخرى تعد الولاياتالمتحدة صاحبة أكبر استثمارات مباشرة في فرنسا تبلغ نحو 93,7 مليار يورو أي ما يقارب خمس مجمل الاستثمارات الاجنبية المباشرة في فرنسا والتي أوجدت نحو 450 ألف وظيفة. و خلال عام 2012 ساهمت تلك الاستثمارات في إنشاء 156 مشروعا في فرنسا. وتتركز هذه الاستثمارات في مجال الصناعات التحويلية (51%) والخدمات المالية (22.6%)، والأنشطة العقارية (9%). وشهدت العلاقات الفرنسية -الأمريكية تحسنا في عهد الرئيس أولاند، فرغم أنها عرفت العديد من فترات التقلب خلال العشر سنوات الماضية لاسيما فترة الغزو الأميركي للعراق في عهد الرئيس الفرنسي جاك شيراك، إلا أن هذه العلاقات شهدت تقاربا ملحوظا في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي ربطته علاقات قوية ومتينة مع الولاياتالمتحدة وتقاربت رؤيتهما إزاء معظم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.