أعمال عنف غير مسبوقة تجتاح العاصمة سراييفو واحد من كل خمسة في البوسنة يعيش في الفقر الشرطة تستخدم خراطيم المياه لمحاولة تفريق المتظاهرين تحولت مظاهرات احتجاج على الفقر والبطالة الى اعمال عنف شديدة وغير مسبوقة اليوم الجمعة في توزلا "شمال شرق البوسنة"، حيث دخل المتظاهرون مقر الحكومة ونهبوه واحرقوه. فقد دخل حوالى 100 من الشبان الملثمين الذين يرتدون ثياب الفريق المحلي لكرة القدم مقر الحكومة ونهبوا اثاثه ورموا اجهزة تليفزيون من النوافذ. وصفق اكثر من خمسة آلاف متظاهر كانوا موجودين في تلك اللحظة. وانبعثت ألسنة اللهب وسحابة كثيفة من الدخان الاسود من الطابق الاول من المبنى المؤلف من عشرة طوابق. ومنع المحتجون رجال الاطفاء من اخماد النيران. وقال احد قادة المتظاهرين ألدين سيرانوفيتش ان الجموع تطالب باستقالة الحكومة، واضاف مخاطبا الجموع "انهم يسرقوننا منذ 25 عاما ويدمرون مستقبلنا. نريد ان يرحلوا". وهذه واحدة من التظاهرات الكبيرة غير المسبوقة في هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة منذ انتهاء الحرب الاهلية بين 1992 - 1995. وهي تعبر عن سخط الناس وغضبهم من طبقة سياسية غارقة في جدل سياسي عقيم وعاجزة عن معالجة الوضع الاقتصادي المنكوب. وتفيد احصاءات رسمية ان متوسط الراتب الشهري يبلغ 420 يورو وان واحدا من كل خمسة مواطنين يعيش في الفقر. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق جموع من المحتجين حاولت اقتحام الفصر الرئاسي في العاصمة البوسنية سيراييفو، وذلك في ثالث يوم من الاحتجاجات ضد البطالة والجمود الذي شاب الحياة السياسية في البلاد منذ الحرب الاهلية في تسعينيات القرن الماضي. وقال مراسل لوكالة رويترز إن المتظاهرين اضرموا النار في سيارتين وكشك للشرطة مقابل القصر الرئاسي قبل ان يحاولوا اقتحامه. كما أضرم المحتجون النار في جزء من مبنى الرئاسة في العاصمة البوسنية سراييفو، وقال مراسل لرويترز في الموقع .." إن المحتجين حطموا النوافذ وألقوا شعلة داخل المبنى على الرغم من جهود الشرطة لتفريقهم بمدافع المياه". وكانت دعوات للتظاهر قد صدرت للاحتجاج على غياب اي تقدم اقتصادي وسياسي في البلاد منذ انفصالها عن يوغسلافيا السابقة اوائل التسعينيات والحرب التي افضى اليها ذلك. يذكر ان ربع القوة العاملة في البوسنة كان عاطلا عن العمل في العام الماضي 2013. وقال مراسل لوكالة رويترز في توزلا - التي كانت يوما المركز الصناعي لشمالي البوسنة - إن نحو ستة آلاف متظاهر خرجوا للاحتجاج على اغلاق مصانع كانت الدولة قد باعتها. جدير بالذكر ان عودة الحياة الطبيعية الى البوسنة في اعقاب الحرب التي راح ضحيتها 100 ألف قوضها نظام المحاصصة الطائفية الذي شل الحياة السياسية وادى الى تخلف البلاد عن نظيراتها من جمهوريات يوغوسلافيا السابقة في السعي للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. ولكن العنف لم يكن من سمات الاحتجاجات في البوسنة، لأن سكانها من الصرب والكروات والبوشناق المسلمين يخشون ان يؤدي ذلك الى انحدار البلاد الى الحرب من جديد.