بعد النجاح الجماهيرى الكبير الذى حققه عرض "مولانا" لفرقة الرقص المسرحى الحديث والمستلهم من رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، قررت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم، إعادة تقديم العرض لمدة يومين، وذلك فى الثامنة مساء الثلاثاء والأربعاء 4، 5 فبراير على المسرح الكبير. العرض تصميم وإخراج مناضل عنتر، المدير الفنى للفرقة، ويضم فاصلين مدتهما 45 دقيقة، ويتضمنان 13 مشهدا بمصاحبة موسيقى صوفية منوعة من العالم الإسلامى. ويتناول الفاصل الأول نسيجا فنيا تم تصميمه ليتوازى مع الخط الدرامى لرواية "مولانا" التى تستعرض رؤية عصرية للمجتمع، خاصة النماذج المرتبطة بالإعلام، حيث يبرز البعد النفسى العميق والصراع الداخلى للشخصية المستلهمة من الواقع الشيخ حاتم الشناوى الذى يعتقد أنه الحارس الأوحد صاحب المعرفة والحقيقة المطلقة دون مراعاة لوجهات النظر الأخرى، ولذلك يحيا فى عزلة فكرية تشعره بالأمن باعتبار أن المجتمع بأسره فى حالة تضاد وحرب مع أفكاره ومعتقداته، متصوراً أنه مختلف عن أفراد المجتمع ومعصوم من تأثير المشاكل والضغوط السياسية. كما يحاول من جهة أخرى الحفاظ على ما حققه من شهرة وثروة عن طريق ترويض الجهل بدلاً من الصدام معه، ولذلك يسعى لإرضاء الجميع بمن فيهم السلطة. أما الفاصل الثانى فيعبر عن رؤيته الشخصية الخاصة لجزء من تاريخ مصر ويأتى تحت عنوان "حلم البصاصين"، حيث يدور فى زمن السلطان الغورى ويجمع بين قصتى الزينى بركات الذى عين ناظرا للحسبة الشريفة ووصوله إلى منصب عزيز مصر بدهائه ومكره السياسى، وزكريا بن راضى، كبير البصاصين الذى لقب ب"الشهاب الأعظم" وطور مهنة البصاصة لينقل البصاص من المقام الأدنى إلى المرتبة الأعلى.