رصدت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية كيفية تجنيد وجذب الشباب الفرنسى والأوروبى من أجل الانخراط فى الجهاد بسوريا "عبر شبكة الإنترنت" لاسيما مع وجود ما يقرب من 700 من المواطنين أو أولئك الذين يقيمون على الاراضى الفرنسية حاليا فى أرض المعركة بسوريا أو فى سبيلهم إلى الوصول إلى هناك. وذكرت الصحيفة اليمينية – فى تقريرها المدعوم بصورة كبيرة للداعية الإسلامى يوسف القرضاوى – أن الدعاية الحمقاء من خلال شبكة الانترنت تجذب المزيد من المتطوعين الشباب الذين يتم تلقينهم وإيهامهم بهوية جديدة متشددة تصل بهم حتى الموت "الشهادة". وأضافت انه بخلاف الفيديوهات التى يتم بثها عبر "يوتيوب" حول الأوضاع الحالية فى سوريا ومعاناة السكان ، فإن بعض المواقع الإسلامية تحفز غضب مستخدمي الإنترنت عن طريق عرض صور للقبور وبعض المساجد التى دمرت من قبل نظام بشار..محذرة من أن شبكة الانترنت باتت ، أكثر من أي وقت مضى ، أفضل الطرق لتجنيد "المتدربين الجهاديين" الأوروبيين للجهاد بسوريا "عن طريق غسيل العقول الذى يتم على قدم وساق". ونقلت "لوفيجارو" عن آلان شوييه المسئول السابق بالاستخبارات الفرنسية قوله إن شبكة الانترنت تحولت منذ عدة سنوات الى ركيزة فكرية للجهاديين حيث تختلط بها الأوهام ، والطرق الكاملة لتصنيع القنابل والثرثرة وتبادل الأحاديث حول العودة إلى العصر الذهبي للسلفية والاستشهاد. وأضاف شوييه أن بالنسبة لهولاء المتطوعين (الجهاديين) فإن سوريا تعتبر نقطة انطلاق كبيرة ، حيث أن الوجهة سهلة ، فبالنسبة للإنطلاق من فرنسا يكفى أن يأخذ الشخص حافلة من منطقة "بورت دو باينوليه" لتقله إلى إسطنبول ، حيث أن دخول الأراضى التركية بالنسبة للأوروبيين لا يخضع لتأشيرة ، ومن ثم ينتقل هؤلاء إلى الحدود السورية - التركية حيث العديد من البنى التحتية التي أسسها المتمردون. وأوضحت "لوفيجارو" انه بخلاف التلقين الذى يعد أمرا خطيرا ، و المواقع الإسلامية المتطرفة التى تدعو علنا إلى الجهاد ، مثل موقع "إنسبير" (إلهام) ، وأيضا " أنصار حركة حق" ، هناك أيضا الخطباء والدعاة الذين يقدمون أنفسهم على إنهم "معتدلين" والذين يجذبون أعدادا كبيرة من المجتمع المسلم ، ولكنهم يتنبون خطابا "راديكاليا" (متشددا) حينما يتحدثون عن الوضع السورى ، كما هو حال بالنسبة للشيخ يوسف القرضاوي. وأضافت اليومية الفرنسية أن القرضاوى ، مفتى قطر والمقرب من طارق رمضان (حفيد حسن البنا)،والذى يقدم (القرضاوى) برنامجا على قناة "الجزيرة" بعنوان "الشريعة والحياة" أفتى من خلاله أن " الجهاد في سوريا الآن واجب على جميع المسلمين (...) وأن موافقة الوالدين ليس من الضروري في هذه الحالة". وذكرت "لوفيجارو" أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية ليست بعد في حالة تأهب قصوى لأن معظم الجهاديين الفرنسية لا يزالون في سبيلهم إلى مغادرة البلاد..محذرة من أنه إذا خرج الأسد منتصرا فى الحرب الجارية بسوريا ، هنا ستكون المشكلة حيث أنه وبحسب الخبراء فإن المقاتلين المتطوعين الفرنسيين الذين ينخرطون فعليا فى الجهاد على الاراضى السورية وعددهم 250 شخصا "سيعودون إلى فرنسا" وفى داخلهم شعور بالانتقام والغضب من الغربيين بسبب عدم التدخل عسكريا فى دمشق.