إستولى محتجون على مبنى وزارة السياسة الزراعية والانتاج الغذائي الأوكرانية في كييف ، الذى يبعد 100 متر عن ساحة الاستقلال . وأفادت وكالة أنباء " إيتار تاس " الروسية اليوم الجمعة أن أنصار حركة "أوبشيه ديلو" المعارضة سيطروا علي المبنى ، وأن المتظاهرين اقتحموا المبنى وتسللوا إلى داخله وتحصنوا هناك ، مؤكدين على أنهم سيستخدمون المبنى المذكور كما استخدم رفاقهم قبل ذلك مبنى إدارة مدينة كييف ومبنى دار النقابات ، غير أنه لم ترد حتى الآن أية أنباء رسمية تؤكد سقوط مبنى وزارة الزراعة في أيدي المحتجين. ويُذكر أن زعماء المعارضة كانوا قد دعوا أنصارهم بعد المفاوضات مع الرئيس فكتور يانوكوفيتش أمس الخميس إلى توسيع مناطق الاحتجاج ، وبعد ذلك مباشرة بدأت عمليات نصب المتاريس الجديدة في شارع إينستيتوتسكايا ، وإستولى المتظاهرون بالقوة على مباني إدارة مقاطعة لفوف وإدارة مقاطعة روفنو وباشروا بتحصينها. ويؤكد المحتجون أنهم يعتزمون بهذا الشكل الدفاع عن النفس ضد الهجمات المحتملة من جانب قوات الأمن والشرطة ، كما نظم المحتجون عمليات اعتصام وتطويق بالقرب من مبنى إدارة إيفانو- فرانكوفسك ومبنى إدارة جيتومر وهم يطالبون بعدم إرسال رجال الشرطة والأمن من هذه المناطق إلى كييف. ومن ناحية أخرى رصدت منظمة هيومان رايتس ووتش (المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان) في أحدث تقاريرها عن الاحتجاجات في أوكرانيا قيام قوات شرطة مكافحة الشغب بالضرب بشكل وحشي للعشرات من المحتجين من بينهم شاب يبلغ من العمر 17 عاما، اعتقل في العشرين من يناير الجاري خلال مواجهة بين الجانبين في العاصمة كييف. وأفادت المنظمة في تقريرها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم /الجمعة/ أن الساعات المبكرة من صباح الواحد من العشرين من يناير الجاري شهدت قيام مهاجمين مجهولي الهوية باختطاف ناشطين من المستشفى وضربهما من قبل عدة أفراد وتم العثور على جثة أحدهما في اليوم التالي . وقالت باحثة الشؤون الأوكرانية في المنظمة يوليا جوربيونوفا "إن الشرطة في كييف تواجه تحديات خطيرة ، لكن لا يوجد ما يبرر تلك الاعتداءات الشرسة ، فتلك الأعمال هي جرائم خطيرة في حاجة إلى تحقيق شامل وينبغي تقديم المسؤولين عنها للمساءلة القانونية". وأضافت المنظمة أن شرطة مكافحة الشغب قامت في العشرين من يناير الجاري باعتقال وضرب ميخايلو نيسكوجوز واثنين آخرين أمام ملعب نادي دينامو كييف وسط العاصمة ، وهو الموقع الذي شهد اشتباكات عنيفة متقطعة بين ناشطين مناهضين للحكومة والشرطة ، وهي تعد الأولى منذ شهرين من الاحتجاجات السلمية في ميدان الاستقلال والمعروفة باسم "الميدان الأوروبي". وأفادت المنظمة أن السلطات الأوكرانية قد فتحت تحقيقا جنائيا في حادثة اختطاف ومقتل أحد النشطاء ، الذي عثر على جثته في الثاني والعشرين من يناير، مطالبة بأن يكون التحقيق مستقلا وفعالا ويتضمن أية أدلة تشير إلى تواطؤ الحكومة في ذلك الحادث مع تقديم المسؤولين عنه للعدالة.