هنأ السفير السعودي في لبنان علي عوّاض عسيري السلطات اللبنانية بإنجازها الكبير في توقيف ماجد الماجد قائد كتائب عبد الله عزام التابعة لتنظيم القاعدة السعودي . وقال عسيري إن حكومة بلاده أعربت عن استعدادها الكامل للتعاون مع الجهات اللبنانية الرسمية المختصة من أجل تحقيق الهدف المنشود والتحقق من هوية الماجد ومن الاتهامات الموجهة اليه سواء على الأراضي السعودية أو في لبنان ، مؤكدا أن التعاون قائم بين البلدين على المستويات كافّة وهو ملموس في أكثر من قضية. وذكر السفير السعودي في تصريح لجريدة " السفير" اللبنانية أن الرياض لم يتم إبلاغها أية معلومات عن موقوف سعودي ثان لدى السلطات اللبنانية غير المتهم ماجد الماجد ، وأوضح أن بلاده مستعدّة للقيام بالتحاليل المخبرية للحمض النووي المتعلق بماجد الماجد في مختبراتها إذا طلبت منها السلطات اللبنانية ذلك لأن المملكة مهتمة بالتحقق من هوية الماجد. وعن تقدم السلطات الإيرانية بطلب رسمي الى وزارة الخارجية اللبنانية للمشاركة في التحقيقات مع الماجد كونه متهم بالتفجير الإنتحاري المزدوج قرب السفارة الإيرانية في بئر حسن في نوفمبر الماضي ، علّق عسيري قائلا " هذا الجانب يخص السلطات اللبنانية وخصوصا أن السعودية لا تعرف متى دخل الماجد الى لبنان ، وكل ما نعرفه أنه مطلوب للعدالة السعودية واسمه مدرج ضمن 85 اسما ينتمون الى تنظيم القاعدة عمّمتهم السلطات السعودية ". وعن احتمال المطالبة بتسليمه ، دعا عسيري الى عدم استباق الأمور، وقال " لكل حادث حديث " ، ملمحا الى رغبة بلاده بعودته اليها كونه مواطنا سعوديا وارتكب جرائم ارهابية على الأراضي السعودية. وردّا على سؤال يتعلق بقرار الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز برصد ثلاثة مليارات دولار أمريكي تخصص لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا.. قال السفير علي عواض عسيري إن هدف هذه المساعدة للجيش اللبناني " هو دعم الاستقرار في لبنان عبر دعم المؤسسة العسكرية الجامعة في صفوفها لجميع اللبنانيين من مختلف الطوائف ، والتى أثبتت أنها الحامية الرئيسية للوطن وللبنانيين جميعهم" ، وأضاف أن مواقف السعودية تاريخيا معروفة ومشرّفة وصادقة ، فهي عندما تعطي لا تمنّ وعندما تهب يكون الأمر لدعم جميع اللبنانيين ، لأن الأمن والاستقرار ينعكس على الجميع والجيش هو المؤسسة القادرة على حفظ الأمن للجميع ، وأكد أن الحكومة وتشكيلها شأن لبناني يخص اللبنانيين ، ودعم السعودية للجيش هو في سبيل تحقيق الاستقرار ، لا أكثر ولا أقل. وقد تلقى وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور أمس مذكرة خطية من السفارة الايرانية تتضمن طلبا بالسماح لممثل الامن الايراني الموجود في بيروت ، منذ ما بعد الانفجار الانتحاري الذي كان استهدف مبنى السفارة في بئر حسن في 19 نوفمبر الماضي لمواكبة التحقيقات الجارية ، بالاطلاع على التحقيقات الجارية مع قائد "كتائب عبدالله عزام" ماجد الماجد ، وفقا لما ابلغه منصور لجريدة "النهار" اللبنانية . وأشار منصور إلى أن من حق هذا المندوب الاطلاع على التحقيق لانه جرى على أرض ايرانية تابعة للسفارة ، موضحا أنه سيحيل هذا الطلب اليوم إلى كل من وزيري العدل والداخلية. ومازال الجميع ينتظر نتائج فحص الحمض النووي (DNA) ، والتثبّت من أن الشخص الموقوف لدى مخابرات الجيش اللبناني هو ماجد الماجد "أمير كتائب عبدالله عزام " ، الذي يعاني من وضع صحي دقيق ، ويخضع للعلاج في أحد المراكز الطبية في بيروت في ظل اجراءات أمنية مشددة واستثنائية اتخذتها المؤسسة العسكرية وشملت كل ثكناتها ومواقعها وحواجزها على كل الأراضي اللبنانية. وأشارت صحيفة " السفير " إلى أن الاهتمام لا يزال متمحورا حول طريقة التوقيف أولا ، ومجريات التحقيق ثانيا ، وموضوع تسليمه أو مشاركة جهات خارجية في التحقيق معه ثالثا ، فضلا عن إنعكاسات توقيفه على " كتائب عبدالله عزام " ، وعلى الوضع الأمني في لبنان من جهة ، وعلى المؤسسة العسكرية من جهة ثانية. وقد استبعدت أوساط قضائية لبنانية بارزة تسليم الماجد لجهات خارجية ، وأكدت تمسك السلطات القضائية اللبنانية بحقها في متابعة هذا الملف ، كون الموقوف قد إرتكب جرائم إرهابية عدّة على الأراضي اللبنانية قبل أن يصبح على رأس تنظيم إرهابي وبعده ، حيث صدر بحقه حكم غيابي من القضاء اللبناني بالأشغال الشاقة المؤبدة في العام 2009 في قضية معركة مخيم نهر البارد التي خاضتها "فتح الاسلام " ضد الجيش اللبناني. ولفتت " السفير" إلى أنه إذا كانت السلطات السعودية ، قد تطالب بتسليم الماجد لأنه يحمل الجنسية السعودية وكونه ارتكب جرائم إرهابية على الأراضي السعودية ، فان الولاياتالمتحدة ، التي لعبت دورا أمنيا في عملية رصد ماجد الماجد وصولا الى توقيفه ، فإنها ستطالب ، على الأرجح ، بالمشاركة في التحقيق مع الماجد وربما بتسليمه إليها ، وأشارت الى أن ماجد الماجد شارك بالتخطيط لمحاولة اغتيال شخصيات من الصف الأول في "حزب الله " ، وإستهداف أبرشيات مسيحية في لبنان ، وأنه تلقى تعليمات من سعوديين في القاعدة للإعداد للانتقال من لبنان إلى سوريا فالعراق ، والتعليمات التي كان سيطلب منه تنفيذها هدفها قلب المعادلات في لبنان والمنطقة .