أكد مسئول إيراني بارز أن محور السياسة الخارجية لبلاده في المنطقة قائم على أساس وجود مصر قوية في المعادلات الاقليمية في المنطقة لمواجهة التحديات الكبرى التي تهدد بلدان المنطقة في المرحلة المقبلة جراء أطماع الدول الكبرى. وقال الدكتور هادي سليمان بور، وكيل وزارة الخارجية الإيرانية مدير معهد الدراسات السياسية والدولية - خلال لقائه الليلة الماضية وفد الدبلوماسية الشعبية المصري الذي يزور إيران حاليا- "تعلمون أن هناك قوى كبرى لا تريد مصر قوية وتعمل على إضعافها، ومن هنا لا بد أن تعود مصر إلى مكانتها القائدة في العالم العربي وأن تلعب دورها المحوري في التعاون الإقليمي بين بلدان المنطقة ومواجهة التحديات الخارجية. وأضاف- خلال اللقاء الذي شهده عدد من سفراء إيران السابقين في عدة دول عربية- أن هناك مجالات واعدة للتعاون المشترك بين البلدين في تبني استراتيجية للتعاون الإقليمي بين بلدان المنطقة وتنحية القضايا الخلافية والتصدي لقوى التطرف للحفاظ على الطبيعة السلمية لبلدان المنطقة. وأوضح أن بلاده تتابع باهتمام التطورات الأخيرة في مصر منذ ثورة 25 يناير وما تبعها في 30 يونيو الماضي، وتحترم ما تقرره إرادة الشعب المصري في هذا الشأن كما ترى أهمية قصوى للاحتفاظ بدور الجيش المصري المحوري في ضمان الاستقرار وأهمية الحفاظ على قدراته الكاملة لما له من دور بارز في الاستقرار في مصر وسائر بلدان المنطقة . وحذر من أن بلدان المنطقة يمكن أن تواجه مخاطر "البلقنة" إذا لم تنح خلافاتها جانبا وتركز على استراتيجية طموحة للتعاون الإقليمي عمادها التعاون بين البلدان الكبرى خاصة مصر وإيران والسعودية وتركيا.. وقال إن هناك تهديدات حقيقية تتمثل في محاولات قوى خارجية استغلال حالة عدم الاستقرار التي أعقبت ثورات الربيع العربي لتفكيك الدول الكبرى بالمنطقة وإضعافها لخدمة مخططات السيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها ، وإخضاعها لخدمة أجندات خارجية. وقال إن إيران تعول كثيرا على دور مصر في هذه الاستراتيجية من خلال الخطوات الجارية لدعم التطور الديمقراطي تسهم فيها مختلف القوى السياسية في مصر لتعزيز بناء الدولة وتحجيم القوى التي تكرس نهج التطرف والعنف. سفير مصر بطهران: أعرب سفير مصر لدى إيران السفير خالد عمارة خلال اللقاء عن ارتياحه لفرص تطوير العلاقات بين البلدين في المرحلة المقبلة ، وقال إنه متفائل بمستقبل هذه العلاقات رغم ما تواجهه المنطقة من تحديات كبرى تحتم التعاون المشترك بين بلدانها للتعامل الجاد معها وحماية المنطقة من أية مخاطر تهددها. وأضاف أن إعادة صياغة العلاقات المصرية يمثل أهمية قصوى في هذا التوقيت الذي يتم فيه رسم واقع جديد في منطقة الشرق الأوسط خاصة أن مصر تجد تفاهما كبيرا من إيران لمدى عمق التغيرات التي يشهدها الإقليم والتطورات على الساحة المصرية بصفة خاصة . ومن جانبه، قال رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية الدكتور صلاح الدسوقي إن الوفد يحمل رسالة من الشعب المصري والقوى السياسية المصرية لإطلاع الجانب الإيراني على التطورات المتسارعة التي تشهدها مصر عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو والتي تستهدف التأكيد على استقلال القرار المصري واستعادة مصر لدورها المحوري في قضايا المنطقة ، وأشار إلى أن الوفد شرح خلال لقاءاته مع عدد من المسئولين الإيرانيين معالم خارطة المستقبل التي توافقت عليها القوى السياسية المصرية بعد ثورة 30 يونيو، وأهمها الانتهاء من إنجاز مشروع الدستور الجديد المقرر طرحه للاستفتاء العام الشهر المقبل. يذكر أن وفدا شعبيا مصريا بدأ أمس الأول الثلاثاء زيارة إلى طهران بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين في إطار جهود الدبلوماسية الشعبية دعما لجهود الدولة والدبلوماسية الرسمية. ويضم الوفد 40 من السياسيين والإعلاميين وشباب الثورة برئاسة الدكتور صلاح الدين الدسوقي، الأمين العام المساعد للتجمع العربي لدعم خيار المقاومة.