أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أن وفد وزارة الدفاع المصرية الذي يزور الولاياتالمتحدة حاليًا التقي مع عدد من كبار المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية وفي مقدمتهم مساعد وزير الخارجية للشرق الأدنى جيفري فيلتمان ومن المقرر أن يلتقى الوفد في وقت لاحق اليوم مع مساعد وزير الخارجية للشئون السياسية - العسكرية أندرو شابيرو. وقال المتحدث إن الوفود العسكرية تقوم بزيارات متكررة معتادة إلى واشنطن ويتم إجراء محادثات معهم بشكل متكرر خلال زياراتهم، ويتم طرح جميع الأمور على الطاولة. وأشار إلى أنه تم خلال الزيارة بحث طائفة واسعة من المسائل المتصلة بالعلاقات الأمنية، كما تمت إثارة موضوع عمل منظمات العمل المدني وما يتعلق بتقدم الشهادات التي ستقدمها الخارجية الأمريكية للكونجرس الأمريكي بشأن المساعدات الأمريكية لمصر، مشيرًا إلى أنه من السابق لأوانه تقديم أي نوع من تقييم ذلك في الوقت الحالي. وأوضح تونر أنه تم خلال المباحثات مع الوفد المصري التعبير عن رغبة واشنطن في رفع القيود المفروضة على سفر مواطنين أمريكيين الذين تم مؤخرًا إثارة موضوع عدم السماح لهم بمغادرة مصر على ذمة تحقيق قضائي.. وقال تونر: "نعتقد أن الحكومة المصرية تحتاج إلى معالجة وضع المنظمات غير الحكومية ومعالجة بعض من مخاوفنا بشأن المنظمات الأمريكية والدولية والمصرية". وتابع "إن الوفد المصرى لم يأت إلى واشنطن بغرض مناقشة هذه الأمور وليس مفوضًا باتخاذ قرارات في هذا الصدد، حيث إن الزيارة الحالية التي يقوم بها تندرج في إطار زيارات متكررة كما جاء في أكتوبر الماضي ومن قبلها في الصيف الماضي، مشيرًا إلى أن المباحثات التي تم أجراؤها مع الوفد كانت جيدة جدًا، وأن واشنطن لا تحاول التدخل في العملية القضائية في مصر". وأكد تونر أن موضوع منظمات العمل المدني يحتاج إلى معالجة في وقت قريب، ويشكل موضوعًا عاجلاً بالنسبة لواشنطن، وقال إنه "لا يمكنه أن يقول أنه أكثر تفاؤلاً اليوم في هذا الصدد عن أمس". وفي سياق متصل قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر فشل في إعطاء وعود للولايات المتحدة بوقف الاعتداءات على المنظمات الحقوقية في مصر على الرغم من إبلاغ الإدارة الأمريكية والرئيس أوباما "العسكري" باعتراضهم على ما يحدث في مصر. وفي مقال نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني الأربعاء بعنوان "مطاردة الساحرات المصرية تهدد بالتمزق عن الولاياتالمتحدة" قالت الصحيفة إن التهديد بمحاكمة المواطنين الأمريكيين المحتجزين بمصر عقب مداهمة قوات الأمن لمنظمات حقوقية أمريكية يعد استفزازًا كبيرًا من القادة العسكريين الذين خلفوا مبارك. من جانبه حذر سناتور أمريكي بارز الحكومة التي يقودها العسكريون في مصر أمس من أن "أيام الشيكات على بياض انتهت" في الوقت الذي يجتمع فيه وفد من الجيش المصري مع مسئولي وزارة الخارجية الأمريكية لمناقشة مستقبل المساعدات العسكرية المصرية التي يبلغ حجمها 1.3 مليار دولار سنويًا. وشن السناتور الديمقراطي باتريك ليهي رئيس اللجنة الفرعية المسئولة عن المساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ هجومًا لاذعًا على حملة مصر على الجماعات المحلية والممولة من الولاياتالمتحدة المؤيدة للديمقراطية وحذر من أن الكونجرس قد يوقف المساعدات في المستقبل إذا لم يتم إجراء تغييرات. وقال ليهي في بيانه "نريد أن نبعث برسالة واضحة للجيش المصري أن أيام الشيكات على بياض انتهت ونقدر العلاقة وسنوفر قدرًا كبيرًا من المساعدات ولكن ليس دون شروط". وانضم ليهي إلى عدد متزايد من النواب الأمريكيين من الحزبين السياسيين أبدوا غضبهم إزاء الحملة على المنظمات غير الحكومية والتي شهدت منع موظفين أمريكيين في هذه المنظمات من مغادرة مصر. وحذر أكثر من 40 نائبًا أمريكيًا في رسالتين مشتركتين نشرتا أمس وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا والمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية من أن المساعدات الأمريكية لمصر في وضع خطير. وقالت الرسالتان إن "غياب حل سريع ومرض لهذه القضية سيجعل من الصعب على نحو متزايد بالنسبة للمؤيدين في الكونجرس لوجود علاقة أمريكية مصرية ثنائية قوية الدفاع عن المستويات الحالية من المساعدة لمصر".