امتنع المحتجون الذين يسعون للإطاحة بحكومة تايلاند عن الخروج إلى الشوارع اليوم، الجمعة، بعد أن أوقفوا تظاهراتهم في اليوم السابق احتراما لعيد ميلاد ملك البلاد، إلا أن اشتباكات وقعت ليل الخميس إحداها عند وزارة المالية التي يحتلها المحتجون. واجتمع زعماء حركة الاحتجاج في مركز إداري حكومي مترامي الأطراف يحتله المحتجون أيضا لمناقشة كيفية بث روح جديدة في حركتهم التي أبدت صمودا رغم تضاؤل أعداد المحتجين. وهذه الاحتجاجات أحدث منعطف في صراع يضع المؤسسة الملكية التي تتخذ من العاصمة بانكوك مركزا لها في مواجهة مع تايلانديين غالبيتهم فقراء موالين لرئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا وشقيقها تاكسين شيناواترا رئيس الوزراء السابق الذي أطيح به في انقلاب عسكري عام 2006 ويعيش في منفى اختياري. ومن المقرر أن يلقى زعيم حركة الاحتجاج سوتيب تاوجسوبان كلمة وسط أنصاره مساء الجمعة. وقالت تيرابا برومفان، المتحدثة باسم حركة الاحتجاج: "سيعلن الليلة الخطة بدءا من الآن وحتى التاسع من ديسمبر الذي يوافق موعد مهلتنا النهائية. ستقام أنشطة في مطلع الأسبوع وسنقاتل ببسالة أكثر من أي وقت مضى". وفاتت مواعيد مهل متتالية لإجبار رئيسة الوزراء على الاستقالة، وبدءا من الأحد الماضي وحتى الثلاثاء شن المحتجون موجة من الهجمات على مكتبها وعلى مبان حكومية أخرى. والتزمت الشرطة مواقعها يوم الثلاثاء الماضي لتفسح لهم الطريق للدخول مما نزع فتيل المواجهة، وأمضى المحتجون فترة وجيزة في المكاتب الحكومية التي كانوا يحاولون اقتحامها، وذلك قبل أن ينسحبوا متوجهين إلى مواقع حشودهم. وقتل خمسة أشخاص في أعمال العنف السياسي خلال اشتباكات وقعت على مدى أسبوع كلها على ما يبدو بين مؤيدين للحكومة ومناهضين لها، وأصيب العشرات معظمهم بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع. وقالت الشرطة والمركز الطبي الحكومي للطوارئ إن ثلاثة أشخاص أصيبوا في واقعتين ليل الخميس. وقال برونتيب سايهينج، المسئول في مركز ايراوان للطوارئ: "نقل شخص واحد على الأقل إلى مركز الطوارئ للعلاج في مستشفى راجافيتي. أصيب في وزارة المالية وبدا أنه أصيب بعيار خرطوش". ويحتل المحتجون مبنى الوزارة منذ 25 نوفمبر. وقال ادول نارونجساك، نائب مدير شرطة مدينة بانكوك، ل"رويترز": "توجهت مجموعة من مثيري الشغب على الدراجات النارية نحو وزارة المالية ووقع إطلاق نار قرب مكان تجمع المحتجين. وأصيب شخص". وقال إن شخصين أصيبا عندما ألقى شخص قنبلة صوت باتجاه المحتجين قرب نصب الديمقراطية، وهو أحد مواقع احتشاد المحتجين. ومع تراجع حدة الأزمة وليس انتهاؤها، ألغت رئيسة الوزراء سلسلة من الزيارات إلى روسيا وميانمار واليابان كانت مقررة الشهر الجاري.