دعت الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مساء الاثنين إلى إنهاء "تجاهله" للعنف المحتدم في سوريا والتصديق سريعًا على خطة عربية لانتقال سياسي في سوريا. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس للصحفيين "رأينا تبعات التجاهل والتقاعس من جانب المجلس على مدار الأشهر العشرة الماضية ليس لأن غالبية أعضاء المجلس ليسوا حريصين على التحرك.. فهم حريصون. "لكن هناك عضوين مؤثرين جدًا لم يكن لديهما الاستعداد لأن يتخذ المجلس أي إجراء.. وربما لا يزال الأمر كما هو". وكانت رايس تشير إلى روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أوروبي في مجلس الأمن في أكتوبر كان سيندد بسوريا ويهددها بعقوبات محتملة. وتحدث مسؤولون غربيون قبل يوم من اجتماع لمجلس الأمن المؤلف من 15 دولة لبحث الخطة العربية لكن المجلس يواجه إحجامًا من روسيا الحليفة لدمشق والتي تمتلك حق النقض (الفيتو) في المجلس وتطالب بإجراء تعديلات على مشروع القرار المقترح. ومن المقرر أن يناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة دعم خطة الجامعة التي تطالب الرئيس السوري بشار الأسد بتسليم سلطاته لنائبه تمهيدًا لإجراء انتخابات حرة. وتحشد الدول الغربية كبار مسئوليها لمحاولة التغلب على الاعتراضات الروسية حيث من المقرر أن تحضر وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية البريطاني وليام هيج ووزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه جلسة مجلس الأمن. وحثت كلينتون المجلس أيضًا على تبني مشروع قرار أوروبي عربي يدعو لدعم خطة الجامعة العربية التي تهدف إلى إنهاء الأزمة المستمرة منذ عشرة أشهر. وقالت كلينتون في بيان "يجب على مجلس الأمن أن يتحرك ويوضح للنظام السوري أن المجتمع الدولي يعتبر أفعاله تهديدًا للسلام والأمن". وأضافت قائلة "العنف يجب أن ينتهي حتى يتسنى بدء فترة جديدة من الانتقال الديمقراطي (للسلطة)". وفي باريس قال مصدر دبلوماسي فرنسي إن ما يريده جوبيه "هو أن تؤدي هذه الزيارة على الأقل إلى الإسراع بالمفاوضات". وقال سفير روسيا لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين الأسبوع الماضي إنه مستعد للحوار بشأن مشروع القرار الأوروبي العربي الذي قدمه المغرب إلى المجلس. ولم يهدد تشوركين صراحة باستخدام حق النقض لكنه قال إن مشروع القرار غير مقبول في صيغته الراهنة. وقال دبلوماسيون إن العربي سيعقد اجتماعًا مغلقًا مع تشوركين في نيويورك ليوضح له أن نقض مشروع القرار سيكون بمثابة الاعتراض على العالم العربي. وقال دبلوماسيون غربيون طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم إن من المستبعد التصويت على مشروع القرار قبل يومي الخميس أو الجمعة. وسعت روسيا يوم الاثنين إلى الحيلولة دون إجراء تصويت سريع في مجلس الأمن قائلة إنها تريد دراسة توصيات المراقبين العرب في سوريا قبل مناقشة خطة الجامعة. وقالت روسيا أيضًا إن دمشق وافقت على الاشتراك في محادثات في موسكو لكن عضوًا بارزًا بالمعارضة السورية قال إن المعارضة لن تشارك في مثل هذه المحادثات. وفي نيويورك قالت رايس إن "من المهم تمامًا أن يدعم مجلس الأمن خطة الجامعة العربية ويتبناها جملة وتفصيلاً.. لا نرى أن هناك سببًا وجيهًا لإجراء مفاوضات مطولة".