أكد مبارك الفتمانى، قائد ميليشيا ليبى طُردت قواته من المعقل الليبي القبلي بني وليد الأسبوع الماضي، أن قواته تحتشد لاستعادة المدينة لكنها تنتظر بناء على طلب من الحكومة. وقال في مقابلة مع "رويترز" أمس الجمعة في مخيمه الصحراوي بالقرب من السدادة التي تبعد 50 كيلومترًا إلى الشرق من بني وليد، "إن من حق قواته دخول بني وليد ولا يمكن لأحد أن يمنعها". وسكان المدينة الغاضبون قد طردوا قوات "الفتماني" الذي يتهمهم بأنهم موالون للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي اعتقل وقتل في أكتوبر الماضى. وقال المحارب المسن "إن 800 من رجاله يحتشدون الآن على طول الجانب الشرقي من المدينة في انتظار أوامره للدخول بالقوة". وكانت بني وليد التي تقع على بعد 140 كيلومترًا إلى الجنوب من طرابلس واحدة من آخر البلدات الليبية التي استسلمت للقوات المناهضة للقذافي العام الماضي. وطوق مئات المقاتلين الموالين للحكومة المؤقتة البلدة المعزولة بعد سماع أنباء عن اندلاع انتفاضة موالية للقذافي. وأضاف "الفتمانى" أن لديه كل المقاتلين الثوار ويمكنهم استعادة السيطرة على بني وليد في غضون ساعات. وقد حاصر سكان مسلحون يوم الاثنين الماضى ميليشيا الفتماني التي تسمي نفسها "ميليشيا 28 مايو" وهو اليوم الذي أعدم فيه أنصار القذافي عددا من المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في بني وليد. وفي معركة خسر فيها الفتماني ستة مقاتلين فر رجاله من ثكنتهم في ظلام الليل. وقال احد رجال الفتماني "إنه بمجرد أن اخترق الموالون للقذافي البوابة ودخلوا الثكنة كان كل همهم هو سرقة دباباتهم مما دفعهم للخروج". وقال شيوخ البلدة إن السكان قد اشتكوا من ان ميليشيا "28 مايو" تغضب الناس وتسيئ معاملة السجناء، وانهم اقالوا المجلس المحلي المدعوم من الحكومة وعينوا حكومة محلية خاصة بهم. وقال "الفتماني" إن شيوخ البلدة استفادوا من القذافي وكانوا يحاولون استعادة مدينتهم من حكامها الشرعيين في إشارة إلى حكومة المجلس الوطني الانتقالي المدعوم من الغرب. وأكد الفتماني، الذي كان يجلس في قاعدته التي كانت يوما القصر الذي يقضي فيه القذافي العطلات على قمة تلة صخرية، أن رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب طلب منه الانتظار للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة على أمل استسلام المهاجمين. وأضاف أن "الكيب" وعده بأن الحكومة ستستخدم القوة للحفاظ على الأمن إذا لزم الأمر. ورابطت قوات من الجيش الوطني الوليد الذي يتكون من المقاتلين الثوريين الذين تحولوا الى قوة حكومية انضمت إلى الميليشيات حول بني وليد. يذكر أن المجلس الوطني الانتقالي غير قادر على فرض السيطرة الكاملة على الجماعات المسلحة الثورية في ليبيا ودمج مجرد قلة من الكتائب الى قوة أمن وطنية. وتدعي جميع الميليشيات الولاء للحكومة لكن معظمها لا يزال غير راغب في نزع سلاحه. وبدلا من ذلك يعتمدون نهج الانتظار والترقب لمن سيأتي للسلطة. وقال الفتمانى ان هؤلاء الموالين للقذافي يرون ان قواته مجرد جرذان مثلما كان يرى القذافي. وأشار إلى أنهم قتلة ومجرمون ولن يندمجوا ابدا في ليبيا الجديدة لانهم يعرفون أنهم سيواجهون العدالة الآن.