فشل رئيسا السودان وجنوب السودان يوم الجمعة في تسوية نزاع نفطي أدى إلى وقف إنتاج الخام في الجنوب ويهدد الاقتصاد في البلدين كليهما. وينصب الخلاف على قيمة الرسوم التي ينبغي أن يدفعها جنوب السودان - الذي أصبح العام الماضي دولة مستقلة ليس لها منفذ بحري- مقابل مرور صادراته النفطية عبر السودان إلى البحر الأحمر. والتقى الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير على هامش اجتماع لزعماء من شرق إفريقيا في إثيوبيا. وقال مصدر قريب من المحادثات لرويترز، إن الرئيسين ناقشا اتفاقًا "كان من المنتظر ان يجمد الوضع ويلغي الإجراءات المنفردة التي اتخذها كل من الجانبين". لكن المصدر أضاف أن المحادثات انهارت عندما انسحب كير. وذكر المصدر أن رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي -الذي يرأس اجتماع شرق إفريقيا- قال إن البشير وكير كانا قد اتفقا على توقيع اتفاق حتى على الرغم من أنهما لديهما تحفظات على نقاط عديدة. ونقل المصدر عن زيناوي قوله "بعد ذلك قال سلفا.. (يؤسفني أن أقول إن وفدي ما زال يناقش الاتفاق ولا أستطيع التوقيع". وبمتقضى اتفاق سلام وقع في 2005 وأنهى عقودا من الحرب الأهلية مع الخرطوم انفصل جنوب السودان في يوليو تموز الماضي اخذا معه حوالي 75 بالمائة من إنتاج نفطي يبلغ حوالي 500 ألف برميل يوميًا. ويعتمد البلدان كلاهما بشدة على النفط وقدما أرقاما متباينة بشكل كبير لرسوم المرور المحتملة. واقترح السودان علنا رسما قدره 36 دولارًا للبرميل في حين قدم جنوب السودان أرقامًا تقل عن دولار واحد للبرميل. وتفاقم النزاع هذا الشهر عندما قال السودان إنه صادر بعض الصادرات النفطية من جنوب السودان للتعويض عما وصفه برسوم لم يتم دفعها. وردا على ذلك قال جنوب السودان في 20 يناير أنه سيوقف إنتاجه النفطي. وقال وزير النفط في جنوب السودان ستيفن ضيو داو يوم الجمعة، إن بلاده تواصل إغلاق حقولها النفطية احتجاجًا على مصادرة السودان لجزء من شحناتها النفطية. وأضاف قائلاً للصحفيين أثناء زيارة إلى حقل بالوج النفطي في ولاية أعالي النيل "الآن 50 في المائة من الآبار توقفت عن الإنتاج". لكنه لم يوضح هل كان يشير لى الحقول في جنوب السودان كله أو ولاية أعالي النيل فقط. وقال زيناوي إن الجانبين لم يتوصلا حتى الآن إلى اتفاق لكن النفط سيبقى في جدول أعمال اجتماع أديس أبابا الذي يحضره أيضًا زعماء الصومال وكينيا وإثيوبيا. وأضاف قائلاً للصحفيين "تم الاتفاق على أن الجانبين سيواصلان مفاوضاتهما أثناء القمة. لم نصل إلى نتيجة حتى الآن". وقال زيناوي إن لجنة وساطة من الاتحاد الإفريقي اقترحت "إلغاء الإجراءات المنفردة" التي اتخذها الجانبان كلاهما لكنه لم يوضح ماذا يعني ذلك. وإضاف قائلا "الكثير من تلك المسائل تم الاتفاق بشأنها لكن توجد بعض النقاط الشائكة". ووفقًا لمصادر بصناعة النفط فإن السودان باع بالفعل شحنة واحدة على الأقل من النفط الذي صادره من صادرات جنوب السودان ويعرض المزيد من الشحنات للبيع.