في ال 29 من مايو، وبحضور رئيسي الصين ومصر، وقعت الحكومتان بشكل مشترك على "خطة التعاون بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة جمهورية مصر العربية بشأن التعزيز المشترك لبناء مبادرة الحزام والطريق"، وبعد يوم واحد، أصدر البلدان "البيان المشترك بين الصين ومصر بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، حيث يُظهر التوقيع على سلسلة من وثائق التعاون عزيمة البلدين وثقتهما بالعمل معًا من أجل التنمية والرخاء المشترك. ظلت الصين ومصر شريكتين تتمتعان بالثقة السياسية والمساعدة الاقتصادية والتجارية المتبادلة. ويصادف هذا العام الذكرى ال10 لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، حيث قاد رئيسا البلدين بشكل مشترك التنمية النشطة للعلاقات الثنائية على مرور 10 سنوات مضت، وعليه أصبحت العلاقات الصينية المصرية نموذجًا يختذى به للوحدة والتعاون والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك بين الصين والدول العربية والإفريقية والدول النامية. وتعد مصر من أوائل الدول التي انضمت إلى مبادرة الحزام والطريق، وقد قام البلدان بتعاون مثمر في إطار هذه المبادرة. كأول خط سكة حديد مكهرب في مصر، يربط سكة حديد مدينة العاشر من رمضان وسط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة وأماكن أخرى، ويستفيد منها أكثر من 5 ملايين ساكن، ويضمن مشروع المحطة الفرعية في منطقة التنمية الاقتصادية بقناة السويس استقرار شبكة الكهرباء، ويخفف من نقص الطاقة في المنطقة منذ إنشائه وتشغيله، وتؤدي مشاريع محطات الحاويات مثل شرق بورسعيد وميناء العين السخنة إلى زيادة كبيرة في قدرة انتقال البضائع في الموانئ المصرية، كما تساعد الصين مصر في أن تصبح أول دولة إفريقية لديها القدرة على تجميع ودمج واختبار الأقمار الصناعية (AIT) بعد إطلاق القمر الصناعي "مصر سات 2". وقد تم تنفيذ العديد من مشاريع التعاون في مختلف المجالات مثل البنية التحتية والطاقة والزراعة والطيران في مصر بشكل مطرد، مما يساعد مصر على الارتقاء الصناعي مع تعزيز عائدات الضرائب المحلية وفرص العمل، ويضخ زخمًا في تنميتها الاقتصادية. لطالما كانت الصين أكبر شريك تجاري لمصر، فإنها واحدة من الدول التي لديها الاستثمار الأكثر نشاطًا والأسرع نموًا في مصر في السنوات الأخيرة. في عام 2023، وصل إجمالي التجارة الثنائية بين الصين ومصر إلى 111.17 مليار يوان، وقد زادت المنتجات المصرية الزراعية عالية الجودة مثل البرتقال الطازج والعنب والمانجو والمكسرات المختلفة في السوق الصينية. وتم تصدير المعدات الإلكترونية الصينية والأجهزة المنزلية والآلات والأجهزة والمنتجات البلاستيكية والمواد الكيميائية العضوية وغيرها من المنتجات الصناعية إلى مصر بكميات كبيرة، وقد لبت تجارة الاستيراد والتصدير المزدهرة بين الجانبين احتياجات المستهلكين في البلدين، كما عززت تنمية الصناعات الاقتصادية والتجارية في اتجاه أقرب. وبالإضافة إلى الصناعات التقليدية، عمقت الصين ومصر التعاون في مجال الحوسبة السحابية والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي لخلق نقاط نمو جديدة وتسهيل التحول الرقمي في مصر. منذ وقت ليس ببعيد، تم إطلاق عقدة القاهرة السحابية العامة من هواوي، والتي تديرها رسميًا شركة صينية، وهي أول خدمة سحابية عامة في مصر وشمال إفريقيا، حيث تقدم أكثر من 200 خدمة سحابية، بما في ذلك منصات الذكاء الاصطناعي ومنصات البيانات ومنصات التطوير. بالإضافة إلى ذلك، ستقوم هواوي بتدريب 10,000 مطور محلي و100,000 متخصص رقمي في السنوات الخمس المقبلة لتعزيز التحول الرقمي المحلي. تعد مصر دولة مهمة في إفريقيا والشرق الأوسط والعالم العربي، لأنها أهم جسر يربط بين آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، كما أنها واحدة من أكثر الشركاء الدوليين ثقة للصين. وبتوجيه من رئيسي الدولتين، ستغتنم الصين ومصر الذكرى ال10 لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين كفرصة لتعزيز التعاون العملي، والتعزيز المشترك لتحديث كل منهما، والعمل معًا لتعزيز تنمية النظام الدولي في اتجاه أكثر عدلًا وإنصافًا، من أجل خلق أفضل مثال للتضامن والتعاون والرخاء المشترك بين الدول النامية في العصر الجديد.