أكد محافظ الفيوم أحمد الأنصاري استمرار أعمال إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون؛ لتنمية الثروة السمكية والحياة المائية بها بما يوفر فرص العمل ومصادر دخل مناسبة للعاملين بالصيد من أبناء المحافظة عامة ولأبناء القرى المتاخمة للبحيرة بشكل خاص. جاء ذلك خلال اجتماع المحافظ اليوم /الاثنين/ بديوان عام المحافظة؛ لمتابعة جهود إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون، والوقوف على نتائج الفحوص المعملية والحقلية الخاصة بإنزال الدفعات الجديدة من الزريعة لمختلف الأنواع من الأسماك والقشريات للبحيرة. وأوضح المحافظ أهمية إجراء التحاليل الدورية لمياه البحيرة من قبل فرق العمل البحثية المنوطة بذلك؛ لحين التوافق على آليات إنزال زريعة الأسماك بمختلف أنواعها الملائمة للعيش بمياه البحيرة، وذلك في إطار مواعيد معينة مناسبة لاستزراع هذه الأنواع من الأسماك . وأشار إلى تحديد أنواع الزريعة التي سيتم إنزالها، وأماكن الإنزال، والظروف الملائمة لها، والعمل على مجابهة ظهور أي بؤر إصابة بمياه البحيرة بطفيل الإيزوبودا، مع الاستمرار في خطة متابعة ومقاومة الطفيل ببحيرة قارون. ولفت إلى أهمية تحديد المعايير المطلوب تحليلها والعناصر التي سيتم قياسها بشكل مكثف ومتكامل؛ لنجاح عملية الإنزال والتأقلم والنمو المطلوب لهذه الأنواع من الأسماك، منوهًا بأنه سيتم التنسيق مع مسئولي جهاز حماية البحيرات بشأن آليات التعامل مع بحيرة قارون في عمليات إنزال الزريعة بها، بما يضمن الحصول على أعلى عائد من الثروة السمكية. وأكد على توفير الدعم اللوجيستي اللازم للفرق المشاركة في إجراء التحاليل، والتنسيق مع مختلف الجهات ذات الصلة لتوحيد الجهود لإعادة التوازن لمياه بحيرة قارون، وإعادتها إلى سابق عهدها . وقال "إنه لن يسمح بممارسة أي نشاط داخل بحيرة قارون من أية جهة داخلية أو خارجة، إلا بعد إعداد الدراسات العلمية الدقيقة لدراسة الأثر البيئي للبحيرة"، مؤكدًا أهمية التوافق بين مختلف الجهات؛ لإنزال زريعة الأسماك بعد التأكد التام من نجاح التجارب عقب إعادتها وتكرارها بشكل دوري . وأوضح أهمية التنسيق مع وزارة البيئة بشأن آلية التعامل مع بحيرة قارون في إنزال زريعة الأسماك كونها بحيرة متفردة تختلف عن باقي البحيرات على مسئوى الجمهورية، فضلًا عن مراجعة جميع الأنشطة على الساحل الجنوبي للبحيرة؛ للتأكد من مدى الالتزام بشروط البيئة والمحميات الطبيعية، وكذا ممارسة النشاط في المساحات المخصصة لذلك. ولفت المحافظ إلى التحسن الملحوظ بخواص البحيرة من حيث جودة المياه ومخزونها السمكي مقارنة بالأعوام السابقة، مشيرًا إلى أنه يجرى التنسيق لتزويد البحيرة بإصبعيات وزريعة سمك الموسى خلال مواسم إنزال الزريعة؛ لتنويع المخزون السمكي للبحيرة التي تمثل مصدرًا غذائيًا للمواطنين، ومصدر عمل مباشر وغير مباشر للكثير من أبناء المحافظة. من جانبها..استعرضت مستشار محافظ الفيوم لشئون الثروة السمكية الدكتور نسرين عزالدين، السلبيات التى واجهت تنمية المخزون السمكي بالبحيرة والنطاق المحيط بها، وإنزال الذريعة التي تتوائم مع طبيعة البحيرة الحالية، وتوقيتات ضخها بالبحيرة، فضلًا عن آليات تحسين جودة المياه. وأكدت أهمية النهوض ببحيرة قارون، وعودة الثرورة السمكية إليها كسابق عهدها وفقًا لاشتراطات البيئية كونها محمية طبيعية، والعمل على عرض المستجدات والنتائج العلمية أولاً بأول، ووسائل تضافر الجهود لاستثمار المسطح المائي استثمارًا جيدًا. وأضافت أن نتائج الفحص الميداني لأسماك موسى ببحيرة قارون منذ بداية شهر أغسطس، أوضحت أن الأسماك على درجة عالية من الحيوية، وأن معدلات إصابتها بالطفيل تشهد تراجعًا ملحوظًا مقارنةً بالموسم الماضي؛ نتيجة تطبيق العديد من الإجراءات لمقاومة الطفيل والحد من انتشاره بالبحيرة. ولفتت إلى أهمية تفعيل دور الجمعيات بالتنسيق مع منطقة وادي النيل؛ للعمل على توعية الصيادين بأهمية استخراج التراخيص، ومنع الصيد في فترة الغلق، واستخدام طرق الصيد الحديثة؛ للحفاظ على الثروة السمكية بالبحيرة التي هي أحد أهم مصادر الدخل للمحافظة. وتابعت "أن مياه بحيرة قارون صالحة لإطلاق عدد من زريعة الأسماك خلال فترات الإنزال المحددة لها، سواء أكانت أسماك الجمبري أو أصبعيات موسى، أو بعض أسماك العائلة البورية، وفقا لما تشير إليه نتائج التحاليل حتى مواسم الإنزال".