وصلت أزمة البحر الأحمر إلى منعطف حرج حيث يواصل الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية في مضيق باب المندب منذ 19 نوفمبر، كثفت قوات الحوثيين هجماتها، وبلغت ذروتها في هجوم كبير مساء الثلاثاء، شارك فيه 18 طائرة مسلحة بدون طيار، وصاروخين كروز مضادين للسفن، وصاروخ باليستي مضاد للسفن يستهدف السفن التجارية والعسكرية. ووفقا لتحليل شون بيل نشرته سكاي نيوز البريطانية، لعبت سفينة HMS Diamond التابعة للبحرية الملكية، وهي جزء من التحالف الداعم لعملية حارس الازدهار، دورًا حاسمًا في الدفاع عن السفن التجارية من خلال اعتراض سبع طائرات بدون طيار بنجاح باستخدام بنادقها وصواريخ Sea Viper وفي حين أظهر هذا الجهد العسكري فعاليته في حماية السفن في جنوبالبحر الأحمر، إلا أنه لم يردع هجمات الحوثيين.
أعلن وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس أن "هذا يكفي" رداً على الهجمات المستمرة، ملمحاً إلى ردود عسكرية محتملة دون تحديد تفاصيل.
يبرر الحوثيون أفعالهم بالادعاء باستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل، بهدف الضغط على المجتمع الدولي لإنهاء الصراع بين حماس وإسرائيل. ومع ذلك، يبدو من غير المرجح التوصل إلى حل سريع للصراع.
ووفقا لتحليل سكاي نيوز، هناك خيارات مختلفة مطروحة أمام التحالف للتصدي للتهديد الحوثي. يمكن أن يتضمن أحد النهج ضرب أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن، وربما باستخدام قائمة أهداف رئيسية مستمدة من صور الأقمار الصناعية والاستخبارات الأرضية. ومع ذلك، فإن مثل هذه الإجراءات تخاطر بإعادة إشعال الحرب الأهلية الإقليمية وتتطلب تنسيقًا دقيقًا مع المملكة العربية السعودية.
وأضاف شون بيل، أن هناك استراتيجية بديلة أكثر خطورة تنطوي على ضرب إيران، الراعي المزعوم للحوثيين وحماس وحزب الله. في حين أن الحوثيين قد يحصلون على طائرات بدون طيار مسلحة من موردين متعددين، فمن المعتقد أن صواريخهم الكروزية والصواريخ الباليستية تأتي من إيران.
على الرغم من المخاطر الكامنة، فإن عدم اتخاذ أي إجراء يعتبر أمرا غير مقبول على نحو متزايد، نظرا للتأثير المحتمل على التجارة العالمية والطرق البحرية الحيوية. ويُنظر إلى الضربات المحسوبة ضد الأهداف العسكرية الإيرانية على أنها خيار حاسم، وإن كانت تنطوي على خطر كبير بالتصعيد.
ومع تصاعد التوترات، يبدو أن الفرصة المتاحة للتوصل إلى حل سياسي لوقف هجمات البحر الأحمر تتضاءل بسرعة. ويواجه المجتمع الدولي الآن قرارات صعبة لحماية الأمن البحري ومنع المزيد من تعطيل طرق التجارة العالمية. ولا يزال الوضع مائعا، ويراقب أصحاب المصلحة عن كثب التطورات في هذه المنطقة الحيوية إستراتيجيا.