قال محمد عبد العزيز، وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي، ورئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب إنه "لا توجد ضغوط أو إملاءات" فرضت على الجامعة العربية من أي جهة لإصدار بيان لا يحمل موقفا واضحا من الضربة العسكرية الدولية المحتملة على النظام السوري. وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم بأحد الفنادق الكبرى في القاهرة، "موقف الجامعة كان واضحاً منذ اليوم الأول للأزمة السورية حيث أوصلت القضية السورية إلى مستوى إقليمي وأوروبي وأفريقي وكذلك للأمم المتحدة". وتابع: "لا أعتقد أن هناك ضغطا من أي طرف على الجامعة ولو حدث لكان موقفها مختلفا ولكن قرارها كان من الحكمة والنضج السياسي للانتظار ووجوب قراءة ما يترتب على نتائج مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته". وفي بيانه الختامي، دعا مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي عقد الأحد برئاسة ليبيا، في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، الأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات رادعة" ضد مرتكبي جريمة الغوطة بريف دمشق، "التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري"، من دون تأييد أو رفض صريح للضربة العسكرية الدولية المحتملة على سوريا بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال الوزير الليبي إن "القرار أدان استخدام الأسلحة الكيماوية بغض النظر إذا ما تمت من الحكومة أو المعارضة، خاصة أنه إذا كان هناك نظام يحكم دولة فهو المسؤول عن البلد ككل، وبالتالي مسؤول عن استخدام هذه الأسلحة". وكشف أن "المعلومات تقول إن النظام السوري استخدم هذه الأسلحة لكن في الوقت نفسه لا يمكن بناء المواقف بناء على المعلومات فحسب، حيث أن الأمر يحتاج لإجراء لجنة مستقلة تكشف من استخدم هذه الأسلحة، ونريد من مجلس الأمن أن يخبرنا وفق أدلة واضحة من استخدم هذه الأسلحة". واعتبر خبراء في تصريحات سابقة للأناضول أن "عدم النص صراحة في البيان على رفض توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، يفتح الباب - إن لم يكن على مصراعيه - أمام التحرك الأمريكي نحو توجيه تلك الضربة"، مشيرين إلى أن "واشنطن لن ترهن بأي حال قرار الضربة بموافقة مجلس الأمن الدولي". وأثار الوزير سؤالا اعتبره يفرض نفسه، قائلا "ما الغرض من العملية العسكرية؟ فاذا كان التخلص من نظام (بشار) الأسد لكان الأمر مرحبا به من قبل الجميع لأن رحيل النظام كان يجب أن يحدث منذ البداية لكن ما إذا كان الهدف من الضربة العسكرية تقويض النظام (الحد من قوة النظام) فهناك سيبدأ الشك حيال هذه الضربة". ويتزايد الحديث عن احتمالات توجيه ضربة عسكرية تقودها الولاياتالمتحدة ضد النظام السوري؛ ردا على اتهام قوات بشار الأسد باستخدام أسلحة كيميائية في منطقة الغوطة بريف دمشق (جنوب) يوم 21 أغسطس الماضي؛ مما أسفر عن مقتل نحو 1500 شخص وإصابة 10 آلاف آخرين، معظمهم نساء وأطفال، حسب "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية". وينفي النظام السوري استخدامه لتلك الأسلحة، ويتهم المعارضة بالأمر، كما يتهم الغرب بمحاولة اختلاق ذريعة لشن هجوم على سوريا.