انخرط القادة السياسيون لحماس في محادثات مع نظرائهم الفلسطينيين لمناقشة الحكم في غزة والضفة الغربية بعد الصراع المستمر. ومع ذلك، أثارت هذه المفاوضات توترات داخل الجماعة، خاصة مع جناحها العسكري المنخرط حاليًا في حرب مع إسرائيل. أكد حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال أن هدفهم ليس إدامة الصراع بل السعي إلى إنهاء الحرب. وقال بدران: "نريد أن تنتهي الحرب".
مع مرور أكثر من شهرين من الهجمات الإسرائيلية ضد غزة ووقوع ما يقرب من 20 ألف شهيد فلسطيني في غزة، فإن الجناح السياسي لحماس يعرب الآن عن رغبته في إنشاء دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس.
لقد أصبحت الانقسامات الداخلية داخل حماس أكثر وضوحا منذ بدء الحرب، خاصة بين قيادتها السياسية في الدوحة والمسؤولين في غزة، بما في ذلك الجناح العسكري.
وبحسب المصادر، فإن المناقشات بين القيادة السياسية وفتح، الفصيل المهيمن في السلطة الفلسطينية، خلقت توترات مع يحيى السنوار، رئيس الجناح العسكري لحركة حماس المتمركز في غزة. ويعارض السنوار فكرة استمرار حماس في حكم غزة، معتقدًا أنه من السابق لأوانه التفكير في تسوية بينما الحرب مستمرة.
تحث الولاياتالمتحدة الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين على النظر في سيناريوهات ما بعد الصراع. ورغم أن إسرائيل استبعدت إعادة احتلال غزة، إلا أن خيارات متعددة، بما في ذلك قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات والسلطة الفلسطينية التي أعيد تنشيطها، يجري استكشافها الآن.
يشير تواصل حماس الأخير مع زعماء فتح، بما في ذلك محمد دحلان ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض، إلى الاستعداد للانضمام إلى مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز الحوار الوطني.
شدد حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، على أهمية أن نكون جزءًا من تحالف للمشاركة الدولية، خاصة مع تردد الدول الأوروبية في العمل مع حماس بسبب العقوبات.
بينما أشار بدران إلى الاستعداد لدعم المفاوضات في إطار حكومة وحدة وطنية لإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967، أوضح بدران أن حماس ليس لديها خطط للتجريد من السلاح أو تغيير موقفها تجاه إسرائيل حتى ينتهي الاحتلال.
وينظر المنتقدون إلى تواصل حماس باعتباره علامة على اليأس وسط العمليات الإسرائيلية المتزايدة وتضاؤل السيطرة العسكرية في غزة. إلا أن بدران نفى مزاعم وجود انقسام داخل حماس، مؤكدا وجود اتفاق كامل بين القيادة داخل غزة وخارجها.