وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ارتفاع ضغط الدم هو "القاتل الصامت" لأن أربعة من كل خمسة أشخاص مصابين لا يتلقون العلاج المناسب حول العالم، ففشل القلب، والرجفان الأذيني، والسكتة الدماغية – غالبًا ما يكون السبب هو ارتفاع ضغط الدم الذي لم يلاحظه أحد لسنوات، وفي الواقع، يمكن إنقاذ ملايين الأرواح من خلال العلاج المناسب، كما تقول منظمة الصحة العالمية، فما هو ما نحتاج إلى معرفته لوقف تلك الكارثة؟. فمع تحسين التعليم والتشخيص والعلاج، تقدر منظمة الصحة العالمية أنه يمكن إنقاذ حياة 76 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050، وعلى نحو مماثل، يمكن الوقاية من 120 مليون حالة سكتة دماغية و79 مليون أزمة قلبية حول العالم، وفي أول تقرير لها عن المدى العالمي لارتفاع ضغط الدم، كتبت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء أن واحدا من بين كل ثلاثة بالغين يصاب به، وهنا نرصد أحداث التفاصيل الطبية عن هذا المرض، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة فوكس الألمانية.
لهذا السبب ارتفاع ضغط الدم خطير للغاية
ارتفاع ضغط الدم المزمن يضع الكثير من الضغط على الأوعية الدموية، فإذا لم تتم ملاحظته، فإنه يمكن أن يسبب أضرارا جسيمة لأعضاء مهمة مثل الدماغ والقلب والكليتين والعينين على مر السنين، كما تحذر مؤسسة القلب الألمانية، ويعتبر ارتفاع ضغط الدم أكبر عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية - مثل قصور القلب والرجفان الأذيني والسكتة الدماغية.
وهذا بدوره هو السبب الأكثر شيوعا للوفاة في ألمانيا، وللمقارنة: في العام الماضي، توفي حوالي 340,619 شخصًا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، و229,068 بسبب ثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعًا، وهو السرطان، وهذا يزيد من أهمية اكتشاف وعلاج ارتفاع ضغط الدم في الوقت المناسب، ويوصي الخبراء الجميع، وخاصة من هم فوق سن الأربعين، بمعرفة قيمة ضغط الدم لديهم. ووفقا لتعريف منظمة الصحة العالمية، فإن ضغط الدم الذي يزيد عن 140:90 يعتبر مفرطا.
ارتفاع ضغط الدم الانقباضي والانبساطي
ويقيس ضغط الدم الانقباضي الضغط عندما ينبض القلب - عندما تنقبض عضلة القلب وتضخ الدم الغني بالأكسجين إلى الأوعية، ويقيس ضغط الدم الانبساطي الضغط على الأوعية الدموية عندما تسترخي عضلة القلب، وبالتالي فإن الضغط الانبساطي أقل من الضغط الانقباضي، ويمكن أن يعاني الناس من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أو الانبساطي، وفي الحالات الشديدة، يمكن زيادة كلا القيمتين. وأيهما أكثر أهمية؟ في ألمانيا، يتم أخذ القيمتين دائمًا في الاعتبار عند تشخيص ارتفاع ضغط الدم، ويوفر كلا القياسين معلومات مهمة حول صحة القلب ويمكن أن يشيرا بشكل مستقل إلى خطر الإصابة بأمراض مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
والخبر السار .. مع الكشف الممبكر يمكن علاجه بسهولة
وبالنسبة لبعض الأشخاص، تساهم الجينات أو العمر في الإصابة بالمرض، لكن عوامل نمط الحياة تلعب أيضًا دورًا مهمًا، فبالإضافة إلى الأدوية الخافضة للضغط، يساعد أسلوب الحياة الصحي والنشط أيضًا على تجنب ارتفاع ضغط الدم، وتعدد مؤسسة القلب الألمانية ستة نصائح لخفض ضغط الدم بشكل طبيعي:
1. ممارسة التمارين الرياضية الكافية: بمساعدة الرياضة والتمارين الرياضية، يمكنك تقليل قيمك بحوالي 5 إلى 9 ملم زئبق (الضغط الانبساطي بمقدار 3 إلى 5 ملم زئبق). كن نشطًا لمدة 30 دقيقة خمس مرات على الأقل في الأسبوع. عند القيم الأولية العالية، يكون الانخفاض في ضغط الدم ملحوظًا بشكل خاص. تعتبر رياضات التحمل مثل ركوب الدراجات أو المشي أو السباحة جيدة. 2. تجنب السمنة: السمنة هي عامل خطر كبير لارتفاع ضغط الدم. أظهرت الدراسات أن فقدان ما معدله أربعة كيلوغرامات من الوزن يمكن أن يخفض ضغط الدم الانقباضي بمعدل 4 ملم زئبق وضغط الدم الانبساطي بمقدار 2 ملم زئبقي. مقابل كل كيلوغرام تفقده، يمكنك خفض ضغط الدم بمقدار 1 إلى 2 ملم زئبقي إضافي. 3. اتباع نظام غذائي قليل الملح: حوالي 50% من مرضى ارتفاع ضغط الدم لديهم حساسية للملح. إذا قمت بتوفير ملعقة صغيرة من الملح يوميًا - أي حوالي خمسة جرامات - فيمكنك تقليل ضغط الدم الانقباضي بحوالي 6-8 ملم زئبق وضغط الدم الانبساطي بحوالي 3 ملم زئبق، كما أظهرت الدراسات. 4. عدم تناول الكحول أو استهلاكه بشكل معتدل: يجب ألا يشرب الرجال أكثر من 20 جرامًا من الكحول يوميًا، ويجب ألا تشرب النساء أكثر من عشرة جرامات، ويمكن للأشخاص الذين سبق لهم تناول الكثير من الكحول بانتظام تحقيق انخفاض في ضغط الدم بمقدار 4 إلى 7 ملم زئبق. الانقباضي و3 إلى 5 ملم زئبق الانبساطي للوصول. 5. تجنب التوتر: التوتر يزيد من مستويات ضغط الدم. تأكد من حصولك على فترات راحة كافية والاسترخاء والنوم. الإجهاد يثير العمليات الجزيئية في الجسم. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى التهاب مزمن في الجسم، مما يؤدي بعد ذلك إلى إتلاف الأوعية الدموية وزيادة ضغط الدم. 6. الإقلاع عن التدخين: ينخفض ضغط الدم بعد أسبوع واحد فقط من الإقلاع عن التدخين. بعد عامين من الإقلاع عن التدخين، يتعرض المدخن السابق تقريبًا لنفس خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل غير المدخنين مدى الحياة
ممارسة الرياضة تعطى نفس الفائدة لأدوية الضغط المعروفة
وبحسب الصحيفة الألمانية، فهناك نصيحة إضافية، حيث أن تمارين اللياقة البدنية البسيطة تحدث فرقًا هائلاً، وقد قام باحثون من بريطانيا العظمى بتقييم 270 دراسة أجريت على ما يقرب من 16000 شخص في تحليل تلوي واسع النطاق، وكانت النتيجة: أفضل مخفضات ضغط الدم (حتى قبل رياضات التحمل) كانت تمارين متساوية القياس - مثل دعم الساعد ("اللوح الخشبي") أو القرفصاء على الجليد أو الجلوس على الحائط أو تدريب قوة القبضة (الضغط على كرة رغوية أو مدرب اليد).
وهذا ليس بالأمر الجديد بالنسبة للباحث في الطب الرياضي والدورة الدموية هانز جورج بريدل من الجامعة الرياضية الألمانية: "نحن نستخدم التمارين متساوية القياس منذ فترة طويلة لأنها ذات عتبة منخفضة ولا تتطلب أي معدات". المتحدث باسم قسم الطب الرياضي في رابطة ارتفاع ضغط الدم الألمانية، هو المسؤول عن التأثير، وذلك بسبب عدة آليات: من ناحية، فإن التدريب العضلي على هذا النحو يزيد من مرونة الأوعية الدموية ويحسن الدورة الدموية. ومن ناحية أخرى، فإن تمرين العضلات يفرز ما يسمى بالميوكينات. سيكون لهذه المواد الشبيهة بالهرمونات تأثير على العديد من مؤشرات القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي، والتي بدورها سيكون لها تأثير إيجابي على ضغط الدم.
ووفقا لبريدل، فإن آثار التمارين الرياضية المنتظمة مماثلة لتلك الخاصة بالأدوية. "إن رياضة المخدرات لها نفس الفائدة التي تتمتع بها أدوية ضغط الدم المعروفة. ومع ذلك، فهي لا تزال مقومة بأقل من قيمتها بشكل كبير وغير مستغلة بشكل كبير
آخر 30 سنة كارثية .. تضاعف عدد المصابون بارتفاع الضغط
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بين عامي 1990 و2019، ليصل إلى حوالي 1.3 مليار شخص، ومع ذلك، فإن ما يقرب من نصفهم لا يدركون حتى هذه المشكلة، ويعيش ثلاثة أرباع المتضررين في بلدان منخفضة أو متوسطة الدخل، وقد أشادت منظمة الصحة العالمية بكندا وكوريا الجنوبية، حيث يتلقى الآن أكثر من نصف المصابين العلاج. لذلك تنصح منظمة الصحة العالمية، بعمل قياسات دورية لمن هم فوق سن الأربعين، وذلك بهدف الكشف المبكر لهذا المرض، وبدء التعامل معه بشكل فورين وكذلك تنصح المنظمة العالمية بممارسة الرياضة الوقائية من تلك الأمراض، واتباع الإجراءات الوقائية مثل نظام الغذاء وعدم السمنة، وغيرها من النصائح الصحية التي تحافظ على قلب الإنسان، ومنع إصابته بهذا القاتل الصامت.
