قالت دار الإفتاء إن ميلاد النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يمثل دورة جديدة للإنسانية؛ فهي حياة طيبة فيها تغذية القلوب وتنوير العقول بأنوار العلم والإيمان والعمران والتعاون على الخير، وفي ذلك يقول الله- تعالى-: {لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٌ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِ0لۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128]. وقال مركز الأزهر إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يُعدُّ مظهرًا من مظاهر شكر الله تعالى على نعمة مولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وقد سنَّ لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه جنسَ الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه». [ أخرجه مسلم] وتابع: فإذا ثبت ذلك، وعُلِم؛ فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَ يومُ مولدِه صلى الله عليه وسلم من غير البهجة والسرور والفرح به صلى الله عليه وسلم، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانا وشعارًا، وقد تعارف الناسُ واعتادوا على أكل وشراء أنواعٍ من الحلوى التي تُنسب إلى يوم مولدِهِ صلى الله عليه وسلم ابتهاجًا وفرحةً ومسرَّةً بذلك، وكلُّ ذلك فضلٌ وخير، فما المانع من ذلك! وأضاف: من يجرؤ على تقييد ما أحله الله تعالى لخلقه مطلقًا!، والله تعالى يقول: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ...} [الأعراف: 32] وما وجه الإنكار على إعلان يوم مولده شعارًا يتذكَّر المسلمون فيه سيرته، ويراجعون فضائلَه وأخلاقه، ويَنْعَمون فيما بينهم بصلة الأرحام، وإطعام الطعام التى حثَّ عليها صاحبُ المولِدِ الأنورِ صلى الله عليه وسلم! وعليه؛ فلا بأس بشراء وأكل حلوى المولِد النبويِ الشريف، والتوسعة على الأهل في هذا اليوم من باب الفرح والسرور بمقدِمه صلى الله عليه وسلم للدنيا، وقد أخرج الله تعالى الناسَ به من الظلمات إلى النور. وتصدح (300) من مساجد مصر بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الثلاثاء الموافق 26 / 9 / 2023م الموافق 11 من شهر ربيع الأول 1445ه عقب صلاة العشاء (ليلة مولده "صلى الله عليه وسلم"). أكدت وزارة الأوقاف أن المشاركة مفتوحة بهذه المساجد وغيرها من المساجد الراغبة في المشاركة على مستوى الجمهورية. يأتي ذلك في إطار جهود وزارة الأوقاف الدعوية واحتفالًا بميلاد سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).