قال الهادي بن عباس، المستشار الأول لرئاسة الجمهورية التونسية المستقيل، إنه استقال لرغبته في اتخاذ مواقف سياسية واضحة بإمكانها حل الأزمة الحالية بفي لبلاد وأهمها تقديم مقترح تشكيل حكومة كفاءات مستقلة. وفي تصريح لمراسلة الأناضول، أوضح الهادي بن عباس: "أردت التفرغ والتعبير عن رأيي سياسيًّا دون أي إحراج لرئاسة الجمهورية". وعن حلول الأزمة الراهنة، اعتبر أن "الحل يكمن في تشكيل حكومة كفاءات مستقلة، مهمتها احتواء الأزمة الاقتصادية في الفترة المتبقية، قبل الانتخابات". وأضاف الهادي بن عباس أنه "من الضروري وضع خطة أمنية واضحة بهدف مواجهة التحديات الأمنية المطروحة، وتوفير كل الظروف الملائمة للانتخابات المقبلة، منها تحييد المساجد وكل مؤسسات الدولة لكي لا يشكك أي طرف في نزاهة الانتخابات المقبلة". واستقال الهادي بن عباس أمس الثلاثاء من منصبه كمستشار أول لرئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي، وقبلت الرئاسة التونسية الاستقالة، بحسب شاكر بوعجيلة الملحق الإعلامي بالرئاسة. وتتزامن تلك الاستقالة مع مطالب عدة قوى معارضة للحكومة بالاستقالة؛ منذ مقتل المعارض محمد البراهمي أواخر الشهر الماضي، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من كفاءات مستقلّة. بينما تتهم الحكومة بعض المطالبين بإسقاطها بأنهم يشاركون في مخطط لإعادة نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي هرب إلى السعودية يوم 14 يناير 2011 عقب اندلاع ثورة شعبية ضده. ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل (أعلى هيئة نقابية في البلاد)، مؤخرًا، إلى حل الحكومة الحالية، وأن تحل محلها حكومة كفاءات يترأسها مستقلّ. من جانبه، قال القيادي في حركة النهضة، قائدة الائتلاف الحاكم في تونس، رياض الشعيبي، إن "الحركة قدمت ثلاثة مقترحات لقيادة اتحاد الشغل لعرضها على جبهة الإنقاذ المعارضة بهدف تجاوز الأزمة التي تمر بها البلاد". وأوضح الشعيبي، في تصريحات لمراسل "الأناضول"، اليوم الأربعاء، أن "المقترحات الثلاثة هي: عقد مائدة للحوار الوطني انطلاقا من مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل بتشكيل حكومة كفاءات دون استثناء للمبادرات الأخرى، وينطلق المجلس التأسيسي (برلمان مؤقت) في عمله لإتمام أشغاله التأسيسية من كتابة للدستور وسنّ القانون الانتخابي والقوانين التأسيسية الأخرى، والاتفاق على موعد للانتخابات القادمة". ولم يحدد سواء كانت تلك الانتخابات رئاسية أم برلمانية. وأضاف الشعيبي أن "حركة النهضة مستعدة، إذا ما أتمّ المجلس التأسيسي المهام المتحدث عنها سابقا، لقبول حكومة كفاءات تشرف على الانتخابات القادمة، ولكن بعد توضيح الطريق إلى الانتخابات وتحديد موعد نهائي لها". وحول ردّ فعل الاتحاد العام التونسي للشغل، قال إن "الاتحاد تعهد بعرض هذه المقترحات على أحزاب الجبهة الشعبية (أحد مكونات جبهة الإنقاذ) وسيقدم ردّها على هذه المبادرة اليوم في لقاء رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وأمين عام الاتحاد التونسي للشغل حسين العباسي".