اعتبرت صحيفة "فاينشيال تايمز" البريطانية،أن ظهور مقاتلي تنظيم القاعدة في العراق كلاعب على ساحة القتال السورية في الأسابيع الأخيرة ، إنما يضيف بعدا متطرفا للانتفاضة السورية ويوسع نفوذها في المنطقة. ولفتت الصحيفة،في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين،إلى فيديو مسجل يعتقد أنه صدر عن ما يسمى حركة " دولة العراق والشام الإسلامية"، وهي حركة تابعة لتنظيم القاعدة، يظهر عددا من المسلحين الذين ينطلقون وسط إطلاق كثيف للرصاص صوب قاعدة جوية في شمال سوريا استولت عليها المعارضة المسلحة في وقت لاحق. وأضافت الصحيفة أن طموح الجماعة يظهر بشكل واضح من خلال الشعار الذي يستخدمه أنصارها على مواقع التواصل الإلكتروني وهو "من ديالى "في العراق" إلى بيروت". ورأت الصحيفة أنه عقب فشل اندماج القاعدة في العراق مع جبهة النصرة في سوريا في أبريل الماضي، غيرت القاعدة في العراق اسمها ليصبح دولة العراق والشام الإسلامية ، وكثفت من عملياتها في سوريا الأمر الذي أثار قلق من يتذكرون حملاتها الإرهابية في العراق. ونقلت الصحيفة عن آرون لوند المحلل المختص في الشأن السوري قوله "إن حركة (دولة العراق والشام الإسلامية) تعد أشد أجنحة القاعدة تطرفا، وهي بهذا تمثل النقيض التام لكل ما قالت المعارضة السورية المسلحة إنها ضده" . وأضاف لوند بأن التنافس بين كل من الطرفين ليحظى بمركز ضمن التسلسل الهرمي للقاعدة يمكن أن يضيف المزيد من العنف لهذا الصراع المستعر،لافتا إلى أن كلا منهما قد يسعى لتحجيم الطرف الآخر من خلال هجمات عنيفة"،ورأى أن الاضطرابات التي خلفها الربيع العربي قد أتاحت للمنتسبين لتنظيم القاعدة في سوريا ومختلف أنحاء المنطقة الفرصة لإعادة تشكيل مجتمعاتهم بدلا من العيش ببساطة كعصابات تعمل تحت الأرض وتنخرط في حروب على الغرب.
