قالت صحيفة "لوسوار دالجيرى" فى مقال لها بعددها الصادر اليوم، الاحد، تحت عنوان "أوباما.. مرسى والإسلاميين"، إن "الإسلاميين الذين فشلوا في محاربة حركات التحرر الوطنى، انضموا إليها فى وقت لاحق لكى يضيقوا الخناق عليها بصورة أكبر، أما الشعوب فقد وقعت بين نارين نار الإسلاميين ونار الاستعمار، أى إما تحرير الأرض فقط أو تحرير الأرض والمواطن معا". وقالت الصحيفة، التى تصدر باللغة الفرنسية، إن "الانتصار "المبتور" لحركات التحرر الوطنية بدأ مع مرور الوقت وكأنه حرب لا تنتهى تجرى أمام أعين الجميع، هى حرب بين مشروع مجتمع ديمقراطى ومشروع خطة للمجتمع الدينى، أى حرب بين العلمانية والثيوقراطية.. بين الاتجاه نحو الحريات العالمية وبين الميل نحو الخضوع للسلطات الدينية أو الديكتاتورية". وأضافت الصحيفة قائلة: "فلنأخذ مثالا بالوضع المشتعل فى مصر حاليا"، مشيرة إلى أن "مصر وجدت نفسها فى هذا الوضع بعد أن طالب الملايين من الشعب المصرى باستقالة محمد مرسى"، وقالت إن "السؤال هنا ليس لماذا تم عزل مرسى؟ ولكن لماذا تم ترشيحه فى انتخابات الرئاسة من البداية؟". وقالت: "نحن نعلم جيدا أن الإسلاميين يطبقون مبدأ دأبوا على ترديده وهو "الحرب خدعة"، وهذه الحرب يشنونها على من يصنفونه بال"خونة"، وهم غير المسلمين، وهنا يأتى الأقباط المصريون فى المقام الأول وبالتالى تتم مهاجمة كنائسهم". وقالت الصحيفة إن "الجميع يعى تمام العلم أن المسلم المعتدل لا يشن حربا على غير المسلم، ولكن المتشددون يلجأون إلى أساليب الخداع وهى الأساليب التى تحول الجلاد إلى ضحية وتلقى بالتهم على الأبرياء، بهدف إلصاق تهمة العنف بالدولة فقط". وأشارت إلى أن "الجيش، الذى ألصقت به تهمة العنف، مازال يمثل فى جميع الأزمات المؤسسة الوحيدة القادرة على مواجهة الجماعات المتطرفة، والتى تتحول فى كثير من الأحيان إلى جماعات إرهابية"، واستنكرت إلصاق تهمة شن الحرب بالجيش رغم ما يعانيه من إرهاب، مشيرة إلى أنه لا يتم النظر للجنود باعتبارهم مسلمين رغم أدائهم فرائضهم الدينية، أما الذى يرتدى الجلباب ويطلق اللحية فهو مسلم حتى لو تلطخت يداه بالدماء. وقالت الصحيفة إن "الأسف واللوم لسقوط ضحايا فى الأحداث الجارية فى مصر لا يلقى على الدولة المصرية أو على الجيش المصرى، ولكن على أجهزة الأمن التى تركت مثل هؤلاء الإسلاميين المتطرفين يحتلون الميادين العامة طيلة هذه الفترة"، معربة عن اعتقادها أن "هذا الخطأ ناجم عن اقتراح الأوروبيين بإيجاد حل وسط أو تقديم تنازلات". واختتمت الصحيفة مقالها بالإشارة إلى أن الدول التى تستدعى سفراء مصر، مثل فرنسا، لإدانة الأحداث إنما "تسعى لكى توهم شعوبها والرأى العام فى بلادها بأنها بريئة من الدم المصرى والسورى والتونسى اليوم والدم الجزائرى بالأمس".