سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعا هامشيا على صعيد تداولات اليوم الأربعاء؛ مستفيدا من سعي الهند – ثالث أكبر مستهلك لخام النفط عالميا- لزيادة واردتها النفطية من العراق، وهذا بدوره سيعزز احتمالية ارتفاع توقعات الطلب على النفط بالأسواق، بالإضافة لتزايد المخاوف حيال نقص تدفقات النفط بالأسواق، وبخاصةً بعد أن عبرت آخر ناقلة نفط فارغة كانت تنتظر في البحر المتوسط لنحو 3 أشهر لتصدير خام النفط الكردي، وسط نزاعات دامت لفترة طويلة لسداد مستحقات بين العراق وتركيا. وأثناء تعاملات اليوم، سجلت العقود الفورية لخام برنت ارتفاعا بنسبة 0.43% ووصلت إلى مستوى 75.80 دولارا للبرميل، بالإضافة لصعود عقود خام غرب تكساس الوسيط الفورية بنحو 0.29% وتسجيلها حوالي 71.15 دولار للبرميل. وحظيت أسعار النفط بإقبال بسيط على خلفية تعاملات اليوم ساعدها على التعافي من خسائر الجلستين الماضيتين، حيث استفادت أسعار الخام من بعض التصريحات الإيجابية التي تخص الطلب على النفط الخام. وأكد وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، أن بلاده تسعى لزيادة واردتها من العراق التي تبلغ مليون برميل من النفط في اليوم حاليا، ليرتفع إجمالي إمدادات النفط الهندية التي تصل إلى نحو مليار برميل، وبخاصة ً وأن الهند تعتبر من أكبر ثالث مستهلك لخام النفط بالعالم، مضيفا أن الهند ستستمر في كونها واحدة من أكبر مراكز الطلب على موارد الطاقة عالميا، وهذا بدوره سيرفع مستويات الطلب على النفط الخام، مما ينعكس بشكل إيجابي على أسعار النفط. وصعدت أسعار النفط نسبيا أثناء تداولات اليوم، وسط تزايد المخاوف حيال احتمالية نقص المعروض النفطي في الأسواق، وبخاصةً بعد أن غادت آخر ناقلة نفط ميناء جيهان فارغة، والتي كانت تنتظر بالبحر المتوسط لنحو 3 أشهر لتصدير الخام الكردي، وسط نزاعات دامت لأكثر من شهرين بين العراق وتركيا على سداد مستحقات، بالتزامن مع استمرار إغلاق خط الأنابيب الذي تديره شركة النفط التركية، حيث تم إغلاقه في مارس الماضي، والذي ينقل نحو 500 ألف برميل يومي من النفط الخام، مما زاد من ارتفاع أسعار النفط الخام بتعاملات اليوم. من ناحية أخرى، فقد وجدت أسعار النفط الخام بعض الضغط حد من صعودها أثناء التعاملات؛ بعد أن كشفت مؤسسة البترول الوطنية الصينية CNPC أمس، بأنه من المتوقع أن ينمو الطلب الصيني على النفط الخام لعام 2023 بنسبة 3.5% إلى 740 مليون طن متري، بأقل من توقعاتهم السابقة البالغة 4.5%، مما آثار المخاوف حيال احتمالية تراجع الطلب على النفط من قبل الصين التي تعتبر من كبار مستهلكي خام النفط عالميا.
