رحل اليوم الاثنين، رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني، عن عمر يناهز 86 عامًا، بعد مسيرة حافلة في قيادة حكومة إيطاليا وتكوين إمبراطورية ضخمة، فضلًا عن سلسلة من الفضائح الجنسية والقضايا القانونية أيضًا. وذكرت وسائل إعلام إيطالية أنه توفي في مستشفى سان رافاييل في ميلانو، حيث تم إدخاله إليه في 9 يونيو. وحسب صحيفة "لا ريبوبليكا"، كان آخر دخول لبرلسكوني إلى المستشفى قبل وفاته مرتبطًا بسرطان الدم النخاعي المزمن، حيث لم تظهر مؤشراته عن أي بوادر تحسن، ليسوء الوضع ويتوفى. وفي أبريل الماضي، عولج برلسكوني من عدوى رئوية مرتبطة بحالة سرطان الدم المزمنة التي لم يتم الكشف عنها من قبل. وقال الأطباء بعدها إنه خرج من العناية المركزة في 16 أبريل وتحسنت حالته تدريجيًا. تدهور الصحة وعقب ذلك في مايو الماضي، ظهر برلسكوني في مقطع فيديو موجهًا رسالة إلى حزبه فورزا إيطاليا، مؤكدًا استعداده للعودة إلى العمل. وقال برلسكوني في رسالته: 'لم أتوقف أبدًا، ولا حتى في الأسابيع القليلة الماضية. لقد كنت أعمل على الهيكل الحزبي الجديد وأنا مستعد للعودة للعمل معك وقيادة معاركنا من أجل الحرية إلى جانبك'. وذكرت وقتها صحيفة "لا ريبابليكا"، أن سيلفيو برلسكوني سجل هذه الرسالة من غرفته بالمستشفى، بعد أن منع الأطباء والأقارب خروجه خوفًا من أنه سيحاول حضور مؤتمر فورزا ايطاليا لمدة يومين في ميلانو شخصيًا. وحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، فحتى الآن، لا يوجد تأكيد رسمي للسبب المباشر للوفاة، لكن برلسكوني عانى من مشاكل صحية متكررة منذ إصابته بفيروس كورونا في عام 2020. مسيرة حافلة وولد برلسكوني في عام 1936 بميلانو، وبدأ حياته المهنية في بيع المكانس الكهربائية قبل أن يؤسس شركة إنشاءات وقنوات إعلامية، كما اشتهر بالغناء في الملاهي الليلية وعلى متن السفن السياحية. واستمر في ذلك حتى يصبح أحد أغنى رجال إيطاليا، وصنع ثروته من خلال قنواته التلفزيونية. وحصل على اعتراف دولي بصفته صاحب نادي كرة القدم الأسطوري "إيه سي ميلان"- الذي أنقذه من الإفلاس في عام 1986 - قبل الانخراط في السياسة، حيث انتخب في مارس 1994 عضوًا في مجلس النواب. وتولى برلسكوني منصبه كرئيس للوزراء بإيطاليا، لأول مرة في مايو عام 1994 وقاد أربع حكومات لإيطاليا على 3 فترات حتى عام 2011، وفقًا ل"بي بي سي". وقاد حزب فورزا إيطاليا الذي يمثل يمين الوسط والذي دخل في ائتلاف بقيادة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني بعد الانتخابات في سبتمبر، عندما تم انتخابه لمجلس الشيوخ الإيطالي. ويعد برلسكوني أحد الرجال الأكثر ثراء في بلاده مع امتلاكه ثروة تقدرها مجلة "فوربس" بنحو 6.4 مليارات يورو. أزمات وفضائح ورغم سلسلة فضائح جنسية وقضايا قانونية شوهت صورته، احتفظ بمكانة خاصة في قلوب كثير من الإيطاليين. ومن أبرز أزماته، أن مجلس الشيوخ الإيطالي قد صوت بطرد برلسكوني، من البرلمان عقب إدانته بالاحتيال الضريبي عام 2011. كما اتهم في عام 2017 بالرشوة والتلاعب بشهادات الشهود في القضية المتعلقة بحفلات "البونجا بونجا" الجنسية التي كان يقيمها. واتهم رئيس الحكومة الايطالية السابق بدفع مبلغ يتجاوز 10 ملايين يورو على هيئة نقود وسيارات وهدايا ونفقات إقامة لضيوف اقاموا في مسكنه القريب من ميلانو وذلك من أجل الشهادة لصالحه في القضية المعروفة بقضية "روبي". وأدين برلسكوني في تلك المحاكمة وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمتي استغلال السلطة وإغواء القاصرات.
