شنت إسرائيل عملية عسكرية مفاجئة ضد قطاع غزة، فجر امس الثلاثاء، بدأتها باغتيال ثلاثة من كبار قادة "سرايا القدس" -الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي- وهم طارق عز الدين، وجهاد غنام، وخليل البهتيني، إضافة لعدد من المواطنين الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال، استشهدوا بفعل الغارات الإسرائيلية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينيًا وإصابة 20 آخرين، منذ بدء العملية العسكرية. وفي أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي عن عمليته العسكرية التي أطلق عليها اسم "السهم الواقي"، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن تفعيل خطة لإخلاء المستوطنين من مناطق غلاف غزة. في حين أعلنت بلدية بئر السبع حالة طوارئ كاملة في المدينة وفتح الملاجئ، وقررت وقف الدراسة، وطالبت الإسرائيليين بمنع التجمعات والبقاء قرب الأماكن المحصنة. من جهتها قررت بلدية عسقلان فتح الملاجئ في جميع أنحاء المدينة وإعلان حالة التأهب على أعلى مستوى فيها. وفي ضوء تقييم للوضع الأمني، قررت إسرائيل إغلاق الطرق قرب حدود قطاع غزة، وإغلاق شاطئ زيكيم ووقف حركة القطارات بين عسقلان وسديروت، وذلك خشية إطلاق صواريخ موجهة مضادة للمدرعات. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن المقاومة ستنتقم لاغتيال قادتها، وأن كل السيناريوهات ممكنة، فيما صرح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن إسرائيل أخطأت التقدير وستدفع ثمن جريمتها. من جهتها، قالت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية في بيان لها: "نحمل العدو المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة الجبانة، وعلى الاحتلال وقادته الذين بادروا بالعدوان أن يستعدوا لدفع الثمن". ورغم تهديد الفصائل الفلسطينية، إلا أنها لم تبادر حتى اللحظة إلى إطلاق صواريخ أو تنفيذ أي عمل عسكري ردًا على اغتيال قادة سرايا القدس، والتزمت الصمت التام، ما دفع الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عدة غارات في محاولة لاستدراج الفصائل بغزة لرد سريع وإنهاء حالة الضبابية التي تسيطر على المشهد. حيث استهدفت طائرة حربية إسرائيلية سيارة مدنية شرق خان يونس، بزعم أنها خلية تتبع لسرايا القدس كانت تعتزم إطلاق صواريخ موجهة مضادة للمدرعات، ما أسفر عن استشهاد مواطنين فلسطينيين، تبين فيما بعد أنهما مزارعان ولا علاقة لهما بأي فصيل فلسطيني. ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي أجرى تقييمًا للوضع العملياتي، بمشاركة كبار مسؤولي الجيش والشاباك في مبنى الكرياه بتل أبيب. كما أجرى وزير الجيش الإسرائيلي يؤاف جالانت تقييمًا للوضع كجزء من العملية العسكرية ضد قطاع غزة، بمشاركة كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين. وفي السياق، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، اجتماعًا للمجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت". وأشارت القناة 13 العبرية، أن هناك إجماعًا في الكابينت، أن العملية العسكرية بغزة كانت ضرورية وناجحة، وقد طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير بتوسيعها. وبحسب القناة 12 العبرية، قال بن جفير: " أتمنى من الآن فصاعدا أن تتبنى الحكومة توجهاتي، كما قلت في الغرفة المغلقة، سيكون الهجوم والمبادرة من جانبنا، لن نعمل على ضبط النفس". بدوره قال مراسل قناة "كان" العبرية، آساف بوزيلوف: إن "آلاف الإسرائيليين ينتظرون بقلق رد فعل المقاومة في قطاع غزة، ومتى يخطر ببالها أن ترد، وكم ستطلق من الصواريخ وإلى أي مدى، وإلى متى ستبقى حياتهم متوقفة؟ بدلًا من أن يحدث العكس"، وفق تعبيره.