ارتفعت أسعار الذهب عالميا، في أثناء تعاملات اليوم الأربعاء، متأثرة بعدة عوامل أبرزها؛ تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، في ظل ترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي خلال شهر مارس الماضي اليوم والتي سيكون لها تأثير واضح وقوي على تحركات الفيدرالي الأمريكي المقبلة المتعلقة بأسعار الفائدة، بما سينعكس على أداء الدولار الأمريكي والذهب، بالإضافة إلى تزايد المخاوف بشأن الركود العالمي بعد أن خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، وهذا عزز من ارتفاع أسعار الذهب كونه ملاذ آمن. وخلال تداولات اليوم، سجلت عقود الذهب الفورية ارتفاعا بواقع 0.38% واستقرت قرب مستوى 2,011.15 دولارا للأوقية، بالإضافة لصعود عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.32% لتصل إلى مستوى 2,025.50 دولارا للأوقية. وصعدت أسعار المعدن الأصفر أثناء تعاملات اليوم، بسبب تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة مكونة من ست عملات أجنبية رئيسية أخرى، نظرا لوجود علاقة عكسية بين الطرفين، فمن المعروف بأن ضعف أداء الدولار يرفع من جاذبية أسعار السلع المقومة به وبشكل خاص أسعار معدن الذهب ، لأنه يقلل من تكلفة حيازته. وفي الوقت ذاته، سجل مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضا بنسبة 0.12% ووصل إلى مستوى 101.755 نقطة، متأثرا بتصريحات بعض صانعي السياسة لدى الفيدرالي الأمريكي المتشائمة بشأن الفائدة، وعلى رأسهم عضو الفيدرالي الأمريكي أوستن جولسبي الذي أكد على ضرورة توخي الحذر قبل رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، بسبب التطورات التي حدثت مؤخرا بالقطاع المصرفي الأمريكي، مشيرا إلى ضرورة تقييم التأثير المحتمل للضغوط المالية على الاقتصاد الحقيقي، وهو ما أثر بالسلب على تحركات الدولار الأمريكي، بما عزز من صعود أسعار الذهب. كما تترقب الأسواق عن كثب صدور بيانات التضخم لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المقرر صدوره اليوم، والذي سيكون له تأثير قوي على تحركات الفيدرالي الأمريكي المقبلة بشأن مستويات رفع أسعار الفائدة، وهو ما سينعكس على أداء الدولار الأمريكي بحال أظهرت البيانات تباطؤ نمو التضخم، لتدعم بذلك التوقعات حيال احتمالية توقف الفيدرالي الأمريكي عن رفع الفائدة، وهذا سيساهم في ارتفاع أسعار الذهب ، بالإضافة لترقبهم صدور نتائج اجتماع لجنة السياسة لدى الفيدرالي الأمريكي والذي قد يعطي بعض الملابسات حول قرار الفيدرالي الأمريكي السابق، بما سينعكس على تداولات الدولار الأمريكي والذهب. وبالإضافة إلى ذلك، وجدت أسعار الذهب إقبالا خلال تعاملات اليوم، جراء تزايد المخاوف بشأن الركود العالمي المحتمل، وذلك بعد أن قام صندوق النقد الدولي في تقرير توقعاته على هامش اجتماعات الربيع للصندوق والبنك الدولي بخفض توقعات النمو العالمي، وهو أضعف توقعات للنمو العالمي على المدى المتوسط منذ أكثر من 30 سنة، وفي هذا السياق، خفض النقد الدولي توقعات النمو العالمي من 2.9% إلى 2.8% لعام 2023، وهو ما دفع أسعار الذهب للارتفاع باعتبارها إحدى الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في ظل حالات عدم اليقين الاقتصادية. وفيما يخص أسعار المعادن النفيسة الأخرى، سجلت عقود الفضة الفورية ارتفاعا بواقع 0.28% ووصلت إلى 25.13 دولارا للأوقية، وغلى جانب ذلك، صعدت أسعار البلاتينيوم بنسبة 0.42% وسجلت حوالي 1,002.44 دولارا للأوقية، بينما سجلت أسعار البلاديوم تراجعا بنسبة 0.30% واستقرت قرب مستوى 1,453.67 دولارا للأوقية.
