فتاوى تشغل الأذهان هل دخول الحمام بسلسلة مكتوب عليها اسم الله حرام شرعا؟ أيهما أفضل عند الله.. هل يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء؟ حكم صبغ الشعر باللون الأسود للشباب .. مجدي عاشور يرد
نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في فتاوى تشغل الأذهان. في البداية، ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "هل دخول الحمام بسلسلة مكتوب عليها اسم "الله" حرام شرعا؟ وأجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن دخول الحمام بسلسلة مكتوب عليها اسم "الله" ليس حراما، منوها بأن الحمام ليس ذلك الحمام الذي تحدث عنه الفقهاء الذي هو موطن النجاسة. وأشار إلى أن الحمام بصورته الحديثة ، الغرض منه أصلا أن يكون المكان طاهرا باستمرار، ويجوز لمن دخل الحمام بهذه السلسلة المكتوب عليها لفظ الجلالة، أن يخفيها صاحبها في ثيابه، فهذا ليس حراما.
وورد إلى الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية السابق، سؤال يقول :أنا شاب في مقتبل العمر وفي رأسي شعر أبيض يوازي الشعر الأسود، وأريد أن أصبغ شعري باللون الأسود؛ فما حكم ذلك ؟ وقال عاشور، في إجابته على السؤال، بأن صبغ الشعر بالسواد هو تغيير لون الشعر بالدهان من لونٍ أبيض إلى أسود، وقد أجمع الفقهاء على جواز صبغ الشعر بالسواد، بل واستحبابه في حالة الحرب، ليظهر الجنود أكثر شبابًا وجَلَدًا وقوةً ليكون ذلك أهْيَبَ للعدو. أما في غير ذلك فقد اختلفوا : فذهب الجمهور من الحنابلة والمالكية والحنفية إلى كراهته، وذهب الحنفية في رأي آخر إلى الجواز، ولو في غير الحرب، وهذا هو مذهب أبي يوسف القاضي، لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا السَّوَادُ، أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ، وَأَهْيَبُ لَكُمْ فِي صُدُورِ عَدُوِّكُمْ» (سنن ابن ماجه/ 3625). وقد اختضب بالسواد جماعةٌ من الصحابة؛ منهم : سيِّدَا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهما وغيرهما، وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر بالخضاب بالسواد ويقول: هو تسكينٌ للزوجة وأَهْيَبُ للعدو، وذهب الشافعية إلى حرمة صبغ الشعر بالسواد لغير الجنود . وأكد عاشور، أن خلاصة الفتوى، هي أن الشيب الذى يظهر في الشعر قد يكون لكبر السن وقد يكون لعوامل وراثية، فعليك أولًا أن تذهب للطبيب ليبين لك سبب ذلك؛ لأن مسألة الشيب هذه قد تحتاج إلى أمور غذائية معينة، ثم بعد ذلك إذا أردتَ أن تصبغ شعرك بالسواد فلا حرج عليك شرعًا، تقليدًا لمن أجاز ذلك من الفقهاء، خاصةً إذا لم يكن في هذا غَرر أو خِداع أو ضَرر لنفسه أو لغيره .
وعن حديث «يدخل الفقراء الجنَّة قبل الأغنياء بخمسمائة عام نصف يوم» قالت دار الإفتاء إن المسلم مأمورٌ بالأخذ بالأسباب والسَّعي في طلب الرزق، فإن أصابه الغنى شَكَرَ، وإن أصابه الفقر صَبَرَ، وبقدر التسليم بالقضاء والقدر، وبذل الجهد في الأخذ بالأسباب. وأضافت: يتسابق الفقراء والأغنياء على السواء إلى عبادة الله- تعالى- وابتغاء الأجر والثواب ونَيل رضوان الله، وقد يسبق الغني إلى الجنة، وقد يسبق الفقير إلى الجنة، وقد يسبقان جميعًا، وفضل الله واسع. والاستدلال على أنَّ الفقر أفضل من الغنى بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَدْخُلُ الْفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ نِصْفِ يَوْمٍ»؛ فهو استدلال غير صحيح؛ إذ المراد به أنَّ أهل المال يحبسون يوم القيامة حتَّى يُسألوا عن مالهم من أين اكتسبوه وفيما أنفقوه؟ ففارقهم الفقراء في ذلك، ولا يدلُّ على أنَّ الفقر ممدوحٌ لذاته.