تعيش سوريا معاناة منذ عقد كامل فلم يلتئم جرحها قط منذ بدأت الحرب السورية، وتأزمت الأوضاع كثيراً في المشهد السوري مما أدى لفرض العديد من العقوبات الدولية والاقتصادية عليها لتضييق الحصار وأبرز تلك العقوبات قانون قيصر. زلزال سوريا االعقوبات الدولية تعيق وصول المساعدات لسوريا فرضت الولاياتالمتحدة قانون قيصر على النظام السوري وكل من يتعامل معه على أساس قانوني في 17 من حزيران 2020، وشهد وضع السوريين المدنيين الاقتصادي والمعيشي تدهورًا غير مسبوق، ما أثار الجدل حول قضية العقوبات المفروضة على النظام، وخرجت أصوات طالبت بإزالتها مستندة إلى أثرها المحدود أو "المعدوم" أحيانًا على النظام ورجاله، مقابل أثرها المضاعف على المدنيين المقيمين داخل وخارج سوريا أيضًا. ولكن برزت الأثار السلبية لهذا القانون مع الزلزال الشنيع الذي شهدته سوريا أمس الإثنين والذي راح ضحيته قرابة 2000 شخص، وأصاب الألاف من الجرحى. حيث يعيق هذا القانون وصول المساعدات للشعب السوري، وطالب رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي خلال مؤتمر صحفي المجتمع الأوروبي برفع الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر. وأضاف حبوباتي: "نطالب برفع الحصار والعقوبات وأناشد الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا ويكفي مذلة وآن الأوان بعد هذا الزلزال لرفع العقوبات". 7200 قتيل.. حصيلة جديدة لضحايا زلزال تركياوسوريا مدير المركز الوطني للزلازل في سوريا يكشف أضرار الكارثة.. فيديو أكد حبوباتي أن العقوبات الاقتصادية تؤثر على صعوبة الوضع الإنساني، وعمليات الإنقاذ صعبة ولا يوجد وقود حتى لإرسال القوافل وهذا بسبب الحصار والعقوبات. من جهة أخرى لفت حبوباتي إلى أن عملية الإنقاذ تتعرض للعديد من المعوقات أولها نقص الآليات الخاصة بإنقاذ الأشخاص تحت الأنقاض والعقوبات تشكل العائق الأساسي لوصول هذه الآليات. وتابع حبوباتي قائلا: "نريد الحصول على المعدات وسيارات الإسعاف اللازمة لمساعدة متضرري الزلزال والعقوبات تمنع حصولنا على هذه المعدات"، مضيفا "نتعاون بقدر الاستطاعة ومتطوعونا تواجدوا مباشرة بعد الزلزال، لكن لا يوجد لدينا إمكانيات كافية لمساعدة المناطق المتضررة من الزلزال"، منوها بأن الكارثة كبيرة وبحاجة مساعدة إلى كل الدول في هذه المحنة. أكد حبوباتي أن "الهلال الأحمر لا دخل له بالسياسة هو منظمة إنسانية ومتطوعويه متواجدون في كل المناطق السورية ومستعدون للتعاون وإيصال المعونات لمستحقيها بأمان وثقة كاملة". وأضاف حبوباتي أن الهلال الأحمر الكويتي كان أول المتبرعين لمساعدة المتضررين من الزلزال، و"تواصل معنا الهلال الأحمر الإماراتي ووصلت طائرة مساعدات من الهلال الأحمر العراقي، وتصل الآن مساعدات من الهلال الأحمر الجزائري". زلزال سوريا هل ترفع العقوبات الأمريكية من على سوريا وتابع قائلا: " تلقينا عدة اتصالات من سوريين مغتربين في دول غربية و أوروبية لتقديم المساعدات للهلال الأحمر العربي السوري وهناك توجه لفتح حساب في البنوك السورية لتلقي المساعدات من السوريين خارج سوريا"، مشددا على أن الجهات المانحة قادرة على إرسال المعدات الثقيلة، "ومن يرغب بإرسالها فنحن مستعدون لاستلامها". كما لفت حبوباتي إلى أن "عدد الضحايا مرشح للارتفاع وهناك عدد من الأبنية ما زال مهددا بالانهيار، نتائج الزلزال كارثية ومتطوعونا في حالة جاهزية ولكن نفتقد للمعدات". وأضاف حبوباتي أن "الحكومة خصصت 126 مركز إيواء في حلب و23 في اللاذقية و5 في حماة و3 في حمص و3 في طرطوس لمساعدة المتضررين". ومن جانبه قال الدكتور حامد فارس، المحلل السياسي، وخبير العلاقات الدولية، إن قانون قيصر من أقوى القوانين العقوبية التي فرضت على سوريا، وبالتالي هذا القانون لابد ألا يطبق في ظل هذه الأوضاع السياسية ويجب أن يتم رفع هذه العقوبات عن الدولة السورية، حتى ولو كان هذا الرفع جزئياً نتيجة هذا الزلزال. رسالة مؤثرة من وائل كفوري عن ضحايا زلزال سوريا دلالات الاتصال بين السيسي والأسد.. مصر تداوي جرح سوريا المتفاقم إثر الزلزال وأضاف فارس في تصريحات ل"صدى البلد"، أن الدولة السورية تحتاج أن يكون هناك دعماص حقيقياً للشعب السوري الشقيق الذي يعاني معاناة شديدة جداً نتيجة هذه الأوضاع الكارثية التي أودت بحياة الكثيرين في ظل البنية التحتية للدولة السورية المنهارة من الأساس نتيجة توقيع قانون قيصر الجائر وبالتالي لابد أن يتم رفع العقوبات، وأعتقد أن الإدارة الأمريكية ستاخذ البعد الإنساني في لعدم تطبيق هذا القانون على الدول التي تتعاون مع الحكومة السورية الحالية من أجل رفع المعاناة من على الشعب السوري. وتابع فارس أن الولايات في حال أقدمت على رفع العقوبات أو تحجيمها مؤقتاً ستكون خطوة هامة لرفع القانون نهائياً من على كاهل الشعب السوري، لأن عدم وصول المساعدات للكثير من الاماكن السورية جعل الأوضاع الإنسانية في سوريا في حال يرثى لها وحتى من قبل هذا الزلزال كانت الأوضاع الإنسانية صعبة ومعقدة في سوريا في ظل معاناة العالم كله من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ما بالك بالشعب السوري الذي يعاني من قبل الحرب. وحول التأثير السياسي للزلزال على سوريا قال فارس أنه سيكون هناك تقارب كبير نتيجة للأزمة التي تمر بها سوريا نتيجة للزلزال لأن الأوضاع بدأت في التحسن من قبل الزلزال حيث كان هناك تقارب سوري تركي برعاية روسية كما كان هناك محاولة لعقد لقاء جماعي وهناك بعض الدول التي ترغب في عودة سوريا للحاضنة العربية وللجامعة العربية وهناك أيضاً من يرفض ولكن بعد هذا الحدث الكارثي قد يكون هناك تغير في سياسة بعض الدول العربية لعودة سوريا لحاضنتها العربية بإعتبار أن هذه الأزمات تحتق لتكاتف عربي بشكل أعمق وأكبر.