سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على المخاوف التي تنتاب أوكرانيا في الوقت الراهن من أن روسيا تتأهب حاليا لتعبئة قرابة نصف مليون مجندا للانضمام للقوات الروسية المحاربة في أوكرانيا. وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفية إزوبيل كوشيو والصحفي بيجوتر سوير، إلى تصريحات نائب مدير المخابرات الحربية الروسية فاديم سكيبتسكي التي أعرب فيها عن اعتقاده أن تلك الأعداد الكبيرة من القوات سوف يتم نشرها لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق على أهداف أوكرانية في جنوب وشرق البلاد بعد انتهاء فصل الشتاء القارس وتحسن الأحوال الجوية خلال فصلي الربيع والصيف القادمين، فيما يعد مؤشرا قويا على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يعتزم وضع نهاية لتلك الحرب في المستقبل القريب. وفي الوقت نفسه، يشير المقال إلى إنكار روسيا سعيها لعملية تعبئة جديدة بعد تلك التي أجرتها منذ عدة أشهر وشملت انضمام 300,000 مجندا، مستشهدا بتصريحات الرئيس الروسي الشهر الماضي والتي أوضح فيها أنه من العبث الحديث عن تعبئة عسكرية جديدة بينما لم تنشر موسكو إلى الآن على خطوط الموجهة مع أوكرانيا سوى نصف أعداد القوات التي تمت تبعئتها في أكتوبر الماضي. ويضيف المقال أن تلك الأنباء تأتي في وقت تعلن فيه موسكو عن التزامها بقرار لوقف إطلاق النار خلال أعياد الميلاد للمسيحيين الأرثوذوكس على طول خط المواجهة مع القوات الأوكرانية، على الرغم من استمرار القتال في مناطق شرق منطقة دونتيسك. ويضيف المقال أنه في حال ثبوت المزاعم الأوكرانية بشأن تعبئة روسيا للمزيد من الجنود، تكون بذلك موسكو قد أضافت ما يربو على ضعف القوات التي كانت لديها مع بداية العملية الخاصة التي بدأتها في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي، مشيرا إلى تقديرات المخابرات الحربية الأوكرانية التي تشير إلى أن أعداد القوات الروسية في أوكرانيا حاليا يصل إلى 280,000 مجندا. ويوضح نائب مدير المخابرات الحربية الأوكرانية، كما يشير المقال، أن القوات الروسية تحتاج لما يزيد على شهرين لتكوين تشكيلات عسكرية من هؤلاء الجنود، مؤكدا في القوت نفسه أن ما يهم ليس عدد الجنود وانما مستوى قدراتها القتالية وكيفية تسليحهم. ويؤكد القائد العسكري الأوكراني في هذا الصدد أهمية استمرار تدفق الدعم والمساعدات العكسرية من جانب الدول الغربية لبلاده لتسليح أعداد الجنود الاحتياط التي تعتزم أوكرانيا ضمهم للقوات المحاربة في مواجهة القوات الروسية. ويلفت المقال في الختام إلى تصريحات سابقة لكل من وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف والقائد العام للقوات المسلحة فاليري زالوجني التي أكدا فيها أن موسكو قد تقوم بشن هجمات جديدة على مواقع أوكرانية من ناحية بيلاروسيا في فبراير القادم بينما أعربت المخابرات الحربية الأوكرانية عن اعتقادها أنه ليس من المحتمل وقوع ذلك الهجوم.
