تبذل الدولة المصرية، في بداية العام الجديد، جهودا كبيرة لاستعادة السيطرة على الأسواق، وتوفير السلع بأسعار مخفضة، بعدما شهدت ارتفاعات غير مسبوقة، بسبب قلة الإفراجات عن السلع المتواجدة في الموانئ، مما سبب قلة المعروض، في ظل ارتفاع الطلب، ودفع الدولة للبدء في الإفراج عن السلع، واتخاذ إجراءات الرقابة على الأسواق، بجانب توفير السلع بأسعار مخفضة في منافذ وزارة التموين ووازرة الزراعة، ومعارض أهلا رمضان، ومنافذ أمان الخاصة بوزارة الداخلية، حيث تم تخفيض أسعار السلع في معظم هذه الأماكن بنسبة 30%. خطة الدولة لخفض أسعار السلع شدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في اجتماع الحكومة 14 ديسمبر الماضي، على ضرورة إيجاد بدائل للتعامل مع طول أمد الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتداعياتها الاقتصادية، والتحرك في عدة محاور لزيادة الاستثمارات الأجنبية، موجها الأجهزة الرقابية بالتعامل مع أي منفذ بيع لا يلتزم ب إعلان أسعار السلع، بشكل واضح. الإفراج عن البضائع في الموانئ وخلال زيارة مدبولي، الأخيرة إلى ميناء الإسكندرية، السبت 31 ديسمبر الماضي، كشف عن خطة الدولة لتوفير موارد النقد الأجنبي، لما بعد العام الماضي 30 يونيو القادم، موضحا أنه تم التشديد خلال اجتماع مجلس الوزراء الماضي، على إنه لا يوجد جهة فى الدولة تزيد أو تفرض أى رسوم إلا بالرجوع لمجلس الوزراء. الإفراج عن بضائع ب 6.2 مليار دولار وأوضح أن الهدف من زيارته للإسكندرية هو إحداث نقلة نوعية فى الافراج عن البضائع، حيث أن الحكومة لديها خطة كاملة لخروج كافة البضائع من الموانئ، وأسبوعيا سيتم الإعلان عن الأرقام التى ستخرج من الميناء، فيما تم خروج بضائع بقيمة مليار و250 مليون دولار منذ 24 ديسمبر وحتى أمس الجمعة الماضية. وأعلنت الحكومة بالتعاون مع القطاع المصرفي أنها وضعت خطة للإفراج عن البضائع المتبقية خلال الفترة القصيرة المقبلة، وأن من بينها بضائع صب تقدر بنحو 3.4 مليار دولار. وكان قد تم الإفراج بالفعل عن البضائع الموجود في الموانئ، حيث أعلنت الحكومة يوم 25 ديسمبر عن أنه تم الإفراج في الفترة، من 1 ديسمبر وحتى 23 ديسمبر عن بضائع بقيمة نحو 5 مليارات دولار وذلك من بضائع قيمتها نحو 14 مليار دولار كانت قد تراكمت بالموانئ منذ بدء أزمة تراكم البضائع. تخفيض أسعار السلع بنسبة 30% ومؤخرا كشف السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، عن أن أسعار المواد الغذائية سوف تشهد انخفاضا خلال الفترة المقبلة بعد الإفراج عن سلع وبضائع بقيمة 6.2 مليار دولار والتي كانت متكدسة في الموانئ المصرية، موضحا أن الأسواق بدأت تتأثر إيجابيا بزيادة المعروض من السلع بعد الإفراجات، كما أن أزمة الدولار في طريقها للحل. وأكد أن الدولة مستمرة في تنفيذ معارض بيع السلع بأسعار مخفضة مثل المعارض التالية: * أهلا مدارس. * أهلا رمضان. وتابع: سوف تبدأ معارض أهلا رمضان مع بداية شهر يناير الجاري وتستمر حتى شهر رمضان، وهذا يؤكد أن المخزون الاستراتيجي لدينا يسمح بهذا الأمر حيث أن أسعار السلع في معارض أهلا رمضان أقل من مثيلتها في الأسواق بنسب تصل إلى 30%". 30 % انخفاضا في أسعار السلع تصريحات السفير نادر سعد، أكدها الدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، حيث كشف في بيانه أن الإفراجات الأخيرة عن مستلزمات الإنتاج والبضائع من الموانئ؛ تساهم في خفض أسعار طن الفول 5 آلاف جنيه، والعدس 7 آلاف جنيه للطن، والفول الصويا 10 آلاف للطن، والذرة 5 آلاف جنيه للطن. وأوضح أن تخفيضات معارض أهلًا رمضان، على السلع، الأساسية؛ والتي من المنتظر أن تبدأ يناير الجاري، سوف تشهد أسعار أعلاف الدواجن انخفاض، متوقعًا عدم ارتفاع أسعار الدواجن خلال الفترة المقبلة؛ نتيجة حدوث إفراجات أخرى. وأشار إلى أن خصومات معارض أهلا رمضان، على مستوى الجمهورية، ستكون 26% على أسعار العدس، والشاي 20%، واللحمة 20%، والفول 27%، وياميش رمضان 30%، والزيت والسمنة 21%، لافتًا إلى أن المواطن سيشعر بانخفاض الأسعار، خلال أسبوعين، على الأكثر؛ بعد عمل جميع المصانع. انخفاض الأسعار في منافذ الزراعة شهدت أسعار السلع في منافذ وزارة الزراعة، استقرارا ملحوظا، خلال مستهل تعاملات اليوم الجمعة، وتقديم تخفيضات تبلغ نحو 30%، على كافة السلع على مدار العام، حيث يبلغ سعر كيلو الأرز 12 جنيهًا، بتخفيض 30% عن سعر السوق، ويصل سعر كيلو الفول البلدي 13 جنيهًا، فيما يتراوح سعر كيلو المكرونة من 5 ل 7 جنيهات، ويتراوح سعر الزيت من 28 ل 32 جنيهًا على حسب حجم العبوة، فيما يصل الدقيق إلى 15 جنيهًا، وبلغ سعر كيلو الدواجن البيضاء 35 جنيها. مخزون مصر الاستراتيجي من السلع وفي هذا الصدد قال أحمد خطاب، الخبير الاقتصادي، إن وضع مصر مقارنة بروسيا وأوكرانيا والصين وأمريكا أيضا هو وضع أكثر استقراراً، حيث أن هناك مخزونا استراتيجيا من الوقود سواء غاز أو بترول، فضلاً عن وجود مخزون استراتيجي من القمح والأرز يكفي 8 شهور وهذا نموذج مثالي بالنسبة لتأمينات العالم. وقال خطاب - خلال تصريحاته ل"صدى البلد"، إن أزمة الدولار حالياً موجودة بسبب توفير الدولة متطلبات شهر رمضان، حيث أنه في الطبيعي يتم استهلاك 4 أضعاف الاستهلاك الأساسي في الأشهر العادية، فعلى سبيل المثال إذا كان معدل الاستهلاك ينفق عليه مليار دولار فخلال شهر رمضان يزداد إلى 4 مليارات دولار. ولفت إلى أن ذلك يضغط على الحكومة، حيث أنها مطالبة بتوفير هذه الاحتياجات خلال هذه الفترة وإعطائها للجمعيات الاستهلاكية والمؤسسات الخيرية ليدخل المواطن قبل شهر رمضان مكتفيا، منوها أن أزمة الدولار الحالية أيضاً بسبب الإفراج الجمركي عن السلع، والذي تم إنفاق مليارات الدولارات عليه، ومن المنتظر إنفاق 9 مليارات دولار أخرى.
