هل الأمراض عقوبة من الله للعبد؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، حيث سائل يقول: "هل الأمراض عقوبة من الله للعبد؟". هل الأمراض عقوبة من الله للعبد؟ وأوضح عاشور، من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "الله رحيم بعباده، ومن رحمته أَخْفَى غَيْبَهُ عنهم، ومن ذلك أنه قد يبتليهم ببعض البلايا كالمَرَض مَثَلًا، ولكن ليس كل الابتلاء عقوبة، بل إما أن يكون رَفْعًا للدرجات أو تكفيِرًا للسيئات، وكلاهما خير للعبد يوم يلقاه". وأكد: "والذي يطمئن العبد في وقت الابتلاء أن يكون راضِيًا بقضاء الله ويُسَلِّم له الأمر، فإن فعل ذلك كان في كَنَفِ الله ومَعِيَّتِه وحمايته حتى وهو في شدة مرضه، قال الله تعالى في الحديث القدسي: يا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي (أي لم تَزُرْنِي)، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أعُودُكَ، وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟ قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟". وشدد مجدي عاشور: "فلا تُفَكِّر في المَرَض: هل هو عقوبة أوْ لا؟ ولكن كُنْ راضيًا يكن مرضك وابتلاؤك لك وليس عليك". ابتلاء الله للعبد المؤمن قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن ابتلاء الله للعبد المؤمن في الدنيا، يكون مغفرة للذنوب أو رفعةً للدرجات أو لوقاية العبد من مصيبة أكبر أو لطلاقة قدرة الله، مشيرًا إلى أن لله أن يختبر عباده بما شاء. وأضاف عبد السميع، في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، ردًا على سؤال: "هل ابتلاءات الله لغير المؤمن تكون لتكفير ذنوبه كما هو الحال في ابتلاء المؤمن؟"، أن ابتلاء الله لغير المؤمن قد يكون طريقًا له ليعرفه بالله أو ليحصل له خير في الدنيا، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الابتلاءات تكون نقطة بداية تغيير لصاحبها وهدايته إلى غير الطريق الذي عليه. كانت دار الإفتاء ذكرت أن الله- عز وجل- امتَنَّ على المسلمين بأن جعل ما يصيبهم من أذًى تكفيرًا لذنوبهم؛ ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ، وَلا هَمٍّ وَلا حَزَنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» أخرجه البخاري في "صحيحه". وأضافت في فتوى لها ما رُويَ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ وَهُوَ مَحْمُومٌ، فَقَالَ: «كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ» أخرجه أحمد في "مسنده".