فتح القضاء العسكري اللبناني تحقيقاً مع 5 عسكريين بتهمة "قتل مواطن تحت التعذيب" خلال أحداث صيدا "جنوبي البلاد" مؤخراً. وقالت مصادر قضائية، اليوم الاثنين، إن قاضي التحقيق العسكري فادي صوان أصدر مذكرة توقيف بحق 5 عسكريين بتهمة "مخالفة التعليمات العسكرية واساءة استعمال السلطة والتسبب في وفاة شخص بدون قصد". وكانت كتله تيار المستقبل النيابية قد طالبت تحقيق حول المسئول عن مقتل الشاب نادر البيومي، والذي تقول إنه توفي تحت التعذيب بعد توقيفه من قبل عناصر من مخابرات الجيش اللبناني، خلال الأحداث التي شهدتها مدينة صيدا بجنوب لبنان. وعقب انتهاء معارك صيدا ظهر عسكريون بواقعة أخرى، في فيديوهات انتشرت على الإنترنت، يقومون بالتحقيق مع شاب سوري ملقى على الأرض، قيل إنه من أنصار الشيخ أحمد الأسير المعارض لحزب الله. ويظهر الفيديو قيام العسكريين بإهانته وضربه بشكل مبرح ما أثار حفيظة هيئات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان التي طالب بفتح تحقيق حول الواقعة. وأشاد الرئيس اللبناني ميشال سليمان، في وقت سابق اليوم، عقب لقاء رئيس الحكومة المكلف تمام سلام في القصر الجمهوري بمنطقة بعبدا "جبل لبنان"، بالدور الوطني الكبير الذي يقوم به الجيش في منع الفتنة ووأد الاضطرابات والتوترات الأمنية حفاظاً على السلم الأهلي والاستقرار. ودعا سليمان إلى ترك الأخطاء التي تقع من جانب أفراد إلى "آلية محاسبة يقوم بها الجيش نفسه ويتخذ التدابير اللازمة في شأنها على المستويين القضائي والعسكري". ووجهت السلطات اللبنانية، الخميس الماضي، اتهامات ل27 موقوفاً و10 آخرين غيابياً، بينهم الشيخ أحمد الأسير والمغني المعتزل فضل شاكر، ب"تشكيل عصابة مسلحة بهدف القيام بأعمال إرهابية والهجوم على عناصر الجيش، وحيازة الأسلحة". وطلب القاضي العسكري توقيع عقوبة الإعدام بحق المتهمين. وشهدت صيدا قبل أسابيع اشتباكات شرسة استمرت يومين بين أنصار الأسير - المعارض لحزب الله اللبناني وللنظام السوري- وبين الجيش اللبناني على خلفية توقيف الجيش لأحد أنصار الأسير، وهو الشيخ عاصم العارفي، بعد أن عثر على سلاح في سيارته. وقد تدخل الشيخ الأسير طالبًا الإفراج عن العارفي، ولكن الجيش رفض ذلك، فطلب الأسير من عناصره التدخل والإفراج عن العارفي بالقوة، وتبادل الجانبان إطلاق النار، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 18 قتيلاً و20 جريحًا من الجيش اللبناني، فضلاً عن مقتل أكثر من 20 من عناصر الأسير، وفرار الأخير. وتحدثت معلومات عن هروب الأسير إلى خارج صيدا مع اندلاع الأحداث، فيما رجّحت مصادر أخرى أن يكون قد قُتل خلال الاشتباكات.