ذكرت مؤسسة "أتلانتيك كاونسيل" البحثية في تقرير لها، اليوم الاثنين، أن هناك مؤشرات على أن روسيا تواجه هزيمة في ما وصفته ب "حرب بوتين بشأن الغاز" ضد الاتحاد الأوروبي. وقالت المؤسسة في تقريرها إنه بعد أسبوع من تعليق عملاق الطاقة الروسية، غازبروم، إمدادات الغاز إلى ألمانيا، عبر خط أنابيب التيار الشمالي 1، هدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 7 سبتمبر الجري، بقطع الإمدادات المتبقية، "وترك الغرب يتجمد"، إذا أقدم على وضع سقف لأسعار النفط والغاز الروسيين. وبحسب المؤسسة، فإن مثل تلك التصريحات، ألقت بالأسواق في دوامة وخلقت حالة من الذعر السياسي لبعض الوقت، لكن الحال الآن لم يعد كما كان عليه، مشيرة إلى أن هناك مؤشرات على أن "بوتين قد يكون قد بالغ في اللعب بيديه وقد يخسر حرب الغاز ضد أوروبا". أوروبا تتكيف مع قطع إمدادات الغاز وتقول المؤسسة في تقريرها، إن شركة "غازبروم" الروسية، أبقت سوق الطاقة الأوروبية "معلّقة" لأكثر من عام، حيث خفضت الشركة هذا العام، إمدادات الغاز إلى أوروبا بواقع 40% مقارنة بعام 2021، وعلقت عمليات التسليم بالكامل للشركات والدول التي رفضت الانصياع للضغوط السياسية من موسكو. ولفت تقرير المؤسسة، إلى أن هذا التكتيتك الذي انتهجته موسكو، دفع أسعار الغاز في أوروبا إلى الارتفاع بنحو 10 أضعاف، بينما سارعت الشركات والحومات، إلى إيجاد حلول فورية، لتجنب أزمة الطاقة ذات الأبعاد غير المسبوقة، مع اقتراب فصل الشتاء. ويشير التقرير إلى أنه على الرغم من ارتفاع أسعار الغاز وقطع الإمدادات، يبدو ان أوروبا تتكيف مع التكتيك الذي تتبعه روسيا، فمع تقلب الأسعار وارتفاعها خلال الشهور الأخيرة، تراجعت أسعار الغاز مجددة بأكثر من 40% منذ وصولها إلى مستويات قياسية في مطلع شهر سبتمبر، وهذا بدوره يسلط الضوء على مؤشرات بأن الأسواق تجد حلولا للظروف الحالية، وسط تفاؤل حذر بأن فصل الشتاء القادم، قد لا يكون قاتما كما كان يخشى الكثيرون في أوروبا في بداية الأمر. وكشف التقرير أن مرافق تخزين الغاز في أوروبا ممتلئة بنسبة 82% هذا العام، مقارنة بالعام السابق حيث كانت المرافق ممتلئة بنسبة 67% فقط. واعتبر التقرير أن ملء مرافق تخزين الغاز بهذه النسب، يعد إنجازا غير عادي، بالنظر إلى ارتفاع أسعار الغاز في الأشهر الأخيرة، وتقليص إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا. في الوقت ذاته، دفعت أسعار الغاز المرتفعة المستهلكين الصناعيين الكبار، إلى كبح الطلب على شراء الغاز، مما ساعد على إعادة التوازن بين العرض والطلب في السوق، حيث انخفض الطلب الصناعي على الغاز بنسبة 22% تقريبا، وفق التقرير. وشدد التقرير في الوقت ذاته، على أن وضع السوق في أوروبا أبعد من أن يكون مثاليا للمستهلكين الصناعيين والاقتصادات ككل، لكن خفض الطلب، هو أهم أداة للتعامل مع أمة العرض فيما يتعلق بالغاز، وهو ما أوصى به الاتحاد الأوروبي بخفض الطلب بنسبة 15% بين أغسطس 2022 ومارس 2023. خيارات صعبة أمام أوروبا في المقابل، أشارت تقارير إعلامية إلى أن أوروبا أمامها خيارات صعبة لتخطي فصل الشتاء المقبل، بدون الغاز الروسي، حيث اعتمدت أوروبا لوقت طاويل، ولا سيما ألمانيا - أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي - تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي لتلبية احتياجاتها من الطاقة. قبل غزو روسيالأوكرانيا، كانت ألمانيا تحصل على 55 في المئة من احتياجاتها من الغاز من روسيا. وقد تمكنت من خفض هذه النسبة إلى 35 في المئة وتعهدت بإيقاف الواردات الروسية من الغاز بشكل كامل. وفي إطار سعيها إلى وقف الاعتماد على الغاز الروسي، حاولت برلين الحصول على إمدادات بديلة من الغاز من كل من النرويج وهولندا. لكن الأمر لا يبدو سهلا، إذ ينبغي بناء خطوط أنابيب جديدة تمتد من الساحل إلى بقية ألمانيا، الأمر الذي من شأنه أن يستغرق عدة أشهر. وتحاول إيطاليا وإسبانيا بدورهما استيراد المزيد من الغاز من الجزائر للتعويض عن نقص الغاز الروسي، لكن يبدو أن ارتفاع أسعار الغاز سيستمر بفعل تداعيات الأزمة الأوكرانية، وهو ما يعد مكلفا. روسيا تعتزم إمداد الغاز والكهرباء إلى منطقة زابوريجيا خلال الأسبوع المقبل هل تتخلى ألمانيا عن أوكرانيا في ظل استمرار أزمة الغاز ..أنالينا بربوك تجيب