سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إعادة ضبط أوضاع المنطقة والعالم.. القمة العربية الأمريكية تحرك ضروري لمواجهة تحديات جسيمة.. السلام وإيران والنفط والغذاء أبرز ملفات طاولة البحث.. وترميم علاقات واشنطن والرياض مكسب أساسي
وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم إلى المملكة العربية السعودية قادمًا من الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، حيث استقبله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قصر السلام بجدة. ويشارك بايدن في قمة عربية أمريكية تجمعه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وزعماء الأردن والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي، في مرحلة دقيقة وحساسة يمر بها العالم جراء تداعيات الحرب بين روسياوأوكرانيا وتباطؤ التعافي من الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا، ودخول اقتصادات العالم في أزمات متلاحقة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.
السلام المفقود بين الفلسطينيين وإسرائيل
وأكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنه من أول الداعمين لإقامة دولة فلسطينية، مضيفا أن حل الدولتين يبدو بعيدا في الوقت الراهن "لكن لن نتخلى عن محاولات إرساء السلام".
وأشار بايدن، خلال مؤتمر صحفي اليوم الجمعة مع نظيره الفلسطيني محمود عباس إلى المكانة الكبيرة لمدينة القدس لدى معتنقي مختلف الأديان، مشددا على ضرورة الحفاظ على مواقعها الأثرية وأماكنها المقدسة، تحت الوصاية الأردنية.
وذكر الرئيس الأمريكي أن الولاياتالمتحدة ستوفر 200 مليون دولار لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
واستطرد بايدن الذي بدأ زيارته من إسرائيل، أنه حان الوقت لتقوية مؤسسات السلطة الفلسطينية ومكافحة الفساد.
تعتقد واشنطن أن إيران تشكل تهديدا للمنطقة بسبب رعايتها المستمرة لميليشيات مسلحة في دول عربية ونشرها للطائرات المسيرة وبرامج الصواريخ الباليستية وأعمالها العدائية والتهريبية في البحر.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، قد أعلن أن زيارة بايدن سيتخللها نقاش مسألة "تعزيز التعاون الإقليمي ولاسيما في مجال الدفاع الجوي" بين حلفاء واشنطن، ومن بينهم دول عربية وإسرائيل، في مواجهة طهران.
وأضاف: "نواصل العمل على أُطر وقدرات دفاع جوي متكاملة في كل أنحاء هذه المنطقة" بسبب "مخاوف تتعلق بإيران وقدراتها المتزايدة والمتنامية (في مجال) الصواريخ الباليستية، ناهيك عن دعمها المستمر للإرهاب في أنحاء المنطقة".
وقال بايدن إنه سيستخدم القوة كملاذ أخير لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وأضاف في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية جرى تسجيلها قبل مغادرته واشنطن الثلاثاء، أنه سيُبقي الحرس الثوري الإيراني مدرجا على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية حتى إذا كان ذلك سيؤدي إلى إنهاء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.
وردا على سؤال عما إذا كانت تصريحاته السابقة بأنه سيمنع طهران من امتلاك سلاح نووي تعني أنه سيستخدم القوة ضد إيران، قال بايدن "إذا كان هذا هو الملاذ الأخير، نعم".
النفط والغذاء.. إنقاذ العالم يتطلب حلولا سريعة
قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض يوم الاثنين إن الرئيس جو بايدن سيسعى من أجل زيادة إنتاج النفط من دول منظمة أوبك لخفض أسعار البنزين عندما يلتقي بزعماء دول الخليج في السعودية.
وقال سوليفان إن أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لديهم القدرة على اتخاذ "خطوات أخرى" لزيادة إنتاج النفط على الرغم من تلميحات من السعودية والإمارات بأنهم لا يمكنهم زيادة إنتاج النفط بقدر كبير.
وأضاف سوليفان "سننقل وجهة نظرنا العامة... بأننا نعتقد أن هناك حاجة إلى معروض كاف في السوق العالمية لحماية الاقتصاد العالمي ولحماية المستهلك الأمريكي في محطات الوقود".
ويقول خبراء إن البيت الأبيض يدرك أن من غير المرجح أن تتحرك السعودية من جانب واحد وأن الرياض ودول الخليج الأخرى لا تملك طاقة إنتاج فائضة كبيرة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه كجزء من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، والتي تستمر لمدة 4 أيام، من المقرر أن يناقش بايدن مع زعماء المنطقة أزمة الأمن وأزمة الغذاء العالمية.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه المحادثات تسلط الضوء على التأثير العميق للحرب الروسية في أوكرانيا، التي أدت إلى تفاقم النقص العالمي في الحبوب، على الدبلوماسية الدولية، وذلك بالنسبة حتى للدول البعيدة عن أوكرانيا نفسها.
السعودية وأمريكا.. التوازن في طريق العودة
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، اليوم الجمعة، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يريد إعادة التوازن لعلاقات واشنطن مع السعودية وليس الإضرار بها.
وستتناول المحادثات السعودية الأمريكية أوجه التعاون بين البلدين، ومناقشة سُبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم، كما يتضمن جدول الزيارة في يومها الثاني حضور قمة خليجية بحضور ومشاركة قادة مصر والأردن والعراق، لدعم وتعزيز جهود التعاون والتنسيق المستمر بين الشركاء في ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس بايدن سيلتقي ولي العهد السعودي في جلسة ثنائية. وتتناول مباحثات الرئيس بايدن بالمملكة أوجه التعاون بين البلدين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم. وفي هذا السياق، قال الرئيس بايدن، أمس الخميس، إن الهدف من زيارته للمملكة العربية السعودية يتمثل في تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين.
وأضاف أن سبب زيارته إلى المملكة أكبر من مجرد مراعاة المصالح الأمريكية، مشيراً إلى أن الزيارة فرصة لتصحيح الأخطاء السابقة بالانسحاب من المنطقة.