44 يوما مضت، على بداية الحرب الروسية الأوكرانية، والتي بدأت في 24 فبراير الماضي، بهجوم للقوات الروسية على أوكرانيا من 3 اتجاهات، حققت فيها نجاحات على المستوى الجنوبي، ومعارك متوازنة شمالا، فيما لاقت مقاومة عنيفة شرقا، وبعد أيام من الحرب، قررت الدول الغربية معاقبة روسيا على عملياتها العسكرية داخل أوكرانيا، وقررت عزل أنظمتها المصرفية عن العالم، وتجميد أصول المركزي الروسي، ومنع التداول بالروبل، ليهبط إلى أعلى مستوياته أمام الدولار. ولكن بعد 44 يوما من الحرب اختلف الأوضاع عن الأيام الأولى، فلم يحقق الجيش الروسي النجاحات المتوقعة ولم يتمكن من دخول العاصمة كييف، وهو ما جعله يغير من أهدافه واستراتيجياته، و يركز عملياته العسكرية على إقليم دونباس والمناطق الشرقية، وانسحابه من الشمال والمناطق القريبة من كييف باتجاه بيلاروسيا، أما على الجنوب، فقد اكتفى بالانتصارات التي حققها بالاستيلاء على خيرسون أكبر المدن الأوكرانية الجنوبية، إلى جانب الاستيلاء حتى وسط مدينة ماريوبول الساحلية جنوب شرق أوكرانيا. في هذا التقرير، نستعرض أبرز المعلومات والمستجدات عن الحرب الروسية الأوكرانية، وتطورات الأوضاع في الساعات الماضية. التخلي عن رغبة السيطرة على كييف أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تخلى عن مساعي السيطرة على كييف، وذلك بسبب تركيز الجيش الروسي عملياته على إقليم دونباس، كما أن نتيجة الحرب في أوكرانيا لم تتضح بعد، مؤكدا خلال جلسة استماع في الكونجرس، أمس الخميس، أن اعتقاد الرئيس بوتين بأن إمكانه السيطرة على أوكرانيا بسرعة كبيرة، والاستيلاء على العاصمة كان خطئا. وأضاف أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: "أعتقد أن بوتين تخلى عن جهوده للسيطرة على العاصمة ويركز الآن على جنوب البلاد وشرقها"، من جانبه، أكد رئيس أركان الجيش الأمريكي، الجنرال مارك ميلي أن الحرب ستكون طويلة الأجل، ولا تزال هناك معركة كبيرة مقبلة في الجنوب الشرقي حيث يعتزم الروس حشد قوات ومواصلة هجومهم، لذلك لم يتضح بعد كيف سينتهي كل هذا. مقاومة ضد روسيا تركيز الهجوم على شرقي وجنوبأوكرانيا من جانبها، قالت المخابرات العسكرية البريطانية، اليوم الجمعة، إن القوات الروسية، انسحبت بشكل كامل من شمالي أوكرانيا، إلى بيلاروسيا، وروسيا، مؤكدة أنه سيتم نقل بعض هذه القوات الروسية على الأقل إلى شرقي أوكرانيا للقتال في دونباس، كما أن أي إعادة انتشار كبير من الشمال يستغرق أسبوعا على الأقل. وقالت الوزارة إن القصف الروسي على المدن في شرقي أوكرانياوجنوبها مستمر، والقوات الروسية تقدمت جنوبا من مدينة إيزيوم التي لا تزال تحت سيطرتها. القوات الروسية في خيرسون من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، عن تدمير أكثر من 400 طائرة مسيرة ونحو 2000 دبابة ومركبة مدرعة للقوات المسلحة الأوكرانية، منذ بداية العملية العسكرية الخاصة، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف: "منذ بداية العملية العسكرية الخاصة، تم تدمير ما يلي: 97 طائرة هليكوبتر و421 طائرة بدون طيار و228 منظومة صاروخية مضادة للطائرات و2019 دبابة ومدرعة و23 راجمة صواريخ و874 منصة مدفعية ميدانية وهاون؛ وكذلك 1917 مركبة عسكرية خاصة". ماريوبول المفاوضات بين روسياوأوكرانيا أما على المستوى السياسي والدبلوماسي، فقد عقدت موسكو وكييف 5 جولات من المفاوضات، كان أخرها التي عقدت في إسطنبول بتركيا، الأربعاء 30 مارس، وجاء رد فعل الكرملين مخيبا للآمال بعدما أكد عدم إحراز أي تقدم في طريق التهدئة، بعد جوالات المفاوضات التي جرى 3 منها في بيلاروسيا، والرابعة افتراضيا. وعن مطالب وأوجه اتفاق واختلاف الطرفين، كانت كالتالي. تمسك أوكرانيا، بالنقاط التالية: * وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية. * الحفاظ على سيادة الحكومة الأوكرانية على جميع أراضيها طبقا لتصريحات المسئولين الأوكرانيين. أما عن روسيا فقد تمسكت ب: * حياد أوكرانيا وعدم انضمامها إلى الناتو. * نزع السلاح الأوكراني، وضمان الأمن الجماعي. * استخدام اللغة الروسية، والتخلص من النازية الجديدة. * وأشارت بعض المصادر الغربية إلى طلب روسيا من أوكرانيا استسلاما تاما. وكانت نقاط الخلاف تنحصر في: * السيادة على إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم. نقاط التوافق حسبما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وطبقا لوثيقة المبادئ التي سلمها الوفد الأوكراني لنظيره الروسي: * أن تتخلى أوكرانيا عن حلم الانضمام للناتو وتظل على الحياد، وإثبات وضعها كدولة خارج أي تكتلات سياسية أو عسكرية. * أن تنظر أوكرانيا إلى قضايا دونباس ولوجانسك على أنها حقيقة ثابتة على الأرض. * التزام أوكرانيا بعد السعي إلى الحصول على أسلحة نووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل. * التزام أوكرانيا بعدم استضافة قواعد وقوات أجنبية في أراضيها. * التزام أوكرانيا بعدم إجراء أي تدريبات عسكرية إلا بموافقة الدول الضامنة، ومنها روسيا. رئيس المفوضية الأوروبية في أوكرانيا ومن المقرر، أن تتوجه أورزولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، اليوم الجمعة بالقطار، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، حيث تلتقي بالرئيس فلاديمير زيلينسكي، ويرافقها المفوض السامي للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. واقترحت فون دير لاين يوم الثلاثاء الماضي، فرض حزمة عقوبات خامسة ضد روسيا ردا على مقتل مئات المدنيين في بوتشا، وهو ما صدق عليه الاتحاد الأوروبي، أمس، على حزمة خامسة من العقوبات ضد روسيا بسبب غزو أوكرانيا، بحسب بيان وفد فرنسا، الذي يرأس الاتحاد الأوروبي حاليًا. التصويت على حزمة العقوبات الخامسة حزمة خامسة من العقوبات ضد روسيا وتشمل الإجراءات الجديدة فرض حظر على واردات الفحم الروسي، فضلا عن حظر تصدير الأسلحة إلى روسيا، كما شملت الحزمة الخامسة من العقوبات، إغلاق موانئ الاتحاد الأوروبي أمام السفن الروسية وحظر تصدير منتجات التكنولوجيا الفائقة إلى موسكو. وصوت الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس بأغلبية 513 صوتا، أيضا على قرار فرض حظر فوري على الطاقة الروسية، ودعا برلمان الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات عقابية إضافية ضد روسيا، بما في ذلك فرض حظر كامل فوري على الواردات الروسية من النفط والفحم والوقود النووي والغاز. قال الاتحاد الأوروبي في بيان، "يجب أن يكون ذلك مصحوبًا بخطة لضمان أمن الاتحاد الأوروبي لإمدادات الطاقة، فضلاً عن استراتيجية التراجع عن العقوبات في حالة اتخاذ روسيا خطوات نحو استعادة استقلال أوكرانيا وسيادتها ووحدة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليًا". كما دعا برلمان الاتحاد الأوروبي قادة الاتحاد الأوروبي إلى استبعاد روسيا من مجموعة العشرين وغيرها من المنظمات المتعددة الأطراف، مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والانتربول، ومنظمة التجارة العالمية، واليونسكو، وسويفت، وهو ما سيكون علامة مهمة على أن المجتمع الدولي لن يعود إلى العمل باعتباره كالعادة مع الدولة المعتدية.