تعمل روسيا على إيجاد حلول للعقوبات الاقتصادية التي فرضها عليها الغرب، بسبب عملياتها العسكرية في أوكرانيا، واتخذت موسكو عددا من الإجراءات بالفعل للتقليل من التداعيات الاقتصادية عليها، وكان آخر هذه القرارات هو إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الدول غير الصديقة عليها الدفع بالروبل مقابل الحصول على الغاز، وكان هذا الإجراء بعد حزمة من الإجراءات التي اتخذها المركزي وكانت كالتالي: * رفع البنك المركزي الروسي معدل الفائدة من 9.5% إلى 20% وسط انخفاض قيمة الروبل أمام الدولار لمستويات قياسية. * منعت روسيا المستثمرين الأجانب الذين يمتلكون أسهما وسندات تُقدَّر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات من بيع تلك الأصول. * هددت أيضا بفرض عقوبات على الغرب قد تشمل تقليل أو إيقاف إمدادات الغاز إلى أوروبا. الرئيس الروسي بوتين ورئيس وزراء الهند روسيا تلتف من وراء العقوبات من ناحية أخرى، بدأت موسكو تحرك الدفة الاقتصادية ناحية الشرق، إلى الصينوالهند، للبحث عن أسواق بديلة لمنتجاتها النفطية والغاز، وذهب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى الهند، والتقى عددا من المسئولين، وجاءت زيارته بالتزامن مع وجود وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، ووزير الخارجية الصيني، وانج يي في العاصمة الهندية، ولم يلتقي رئيس وزراء الهند أي منهم لكنه اجتمع مع لافروف. وأشاد لافروف بموقف الهند من الحرب الأوكرانية، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي، وتوقع لافروف أن يجد البلدان طرقا خاصة للتغلب على العقوبات الغربية ومواصلة الحركة التجارية بينهما، خاصة بعدما امتنعت الهند عن قرارات الأممالمتحدة المتعاقبة التي تدين موسكو، وتدعو فقط إلى إنهاء العنف، وزادت أيضا من مشترياتها من النفط من روسيا، أكبر مورد أسلحة لها. فتح أسواق جديدة للنفط الروسي وتعمل كل من الهندوروسيا حاليا، على آلية الروبل لتسهيل التجارة والالتفاف على العقوبات الغربية على البنوك الروسية. وأكد لافروف أنه واثق من أن موسكوونيودلهي ستجدان حلا، وقال: "منذ سنوات عديدة بدأنا نتحرك في علاقاتنا مع الهندوالصين والعديد من البلدان الأخرى واستخدام العملات الوطنية، بدلا من الدولار واليورو، و في ظل هذه الظروف أعتقد أن هذا الاتجاه سوف يشتد". وأضاف أن موسكو ستكون مستعدة لتزويد الهند بأي سلعة تريد شرائها، ولا يوجد شك في أنه سيتم العثور على طريقة لتجاوز العوائق المصطنعة التي تخلقها العقوبات الأحادية غير القانونية من جانب الغرب. هذه التصريحات ناتج تعاون اقتصادي هندي روسي، في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، والغضب الأمريكي من حليفها الهند، حيث وافقت نيودلهي في وقت سابق، على استيراد 3 ملايين برميل من نفط روسي بعد اضطرت موسكو إلى خفض الأسعار بسبب تأثير العقوبات الدولية، وسمحت روسيا للهند بالدفع بالعملة المحلية الهندية الروبية. النفط الروسي ويرى المراقبون أن المقاربات الهندية الروسية الحالية بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وما خلفته من أزمة حادة بين موسكو وعواصم الغرب، هي امتداد لنهجها الوسطي التقليدي المعروف عنها، ولا سيما منذ دورها المحوري في تأسيس حركة عدم الانحياز، وأكد مسئول حكومي هندي أن بلاده تتطلع لشراء المزيد من موسكو رغم الدعوات الغربية بتجنب ذلك، فيما ذكرت تقارير إعلامية هندية أن روسيا تقدم خصما على مشتريات النفط للهند بنسبة 20% في المئة مقارنة بالأسعار القياسية العالمية. ووفقا لوسائل الإعلام الهندية، فإن لافروف يناقش مع مسئولي الهند بيع النفط الخام الروسي، إليهم بأسعار مخفضة، ووضع طريقة دفع مقومة على أساس الروبية والروبل، والتي يمكن أن تعمل خارج نظام سويفت العالم، بعد أن أقصيت منه غالبية المصارف الروسية، وأيضا الاتفاق على مواعيد تسليم صفقات عسكرية مبرمة سابقا. الهند تتحول لحليف روسي وتعتبر الحرب الروسية الأوكرانية تحديا استراتيجيا للهند، فقد عملت نيودلهي منذ سنوات على تعزيز تعاونها مع الولاياتالمتحدة على مدى سنوات، لمواجهة الصين وذلك عبر تحالف "كواد"، ولكن الآن تسير بمفردها خارج الحلف، وتمتنع عن إدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بل وتتجه إلى تعاون اقتصادي مع الدب الروسي. يرجع اتجاه الهند إلى روسيا رغم العقوبات إلى استيراد الهند حوالي 80% من احتياجاتها النفطية من الخارج، تمثل حصة روسيا بين 2% إلى 3%، ولكن قد يدفع ارتفاع الأسعار العالمي بنسبة 40%، إلى بحث الحكومة الهندية إلى زيادة الاعتماد على موسكو، لخفض فاتورة الطاقة المتزايدة من خلال الشراء من روسيا بأقل الأسعار. وكانت الهند اشترت بالفعل 3 ملايين برميل نفط روسي، لتأمين احتياجاتها من الطاقة، خلال الأسبوع قبل الماضي، وأكد مسئول حكومي هندي أن بلاده تتطلع إلى شراء المزيد من موسكو رغم الدعوات الغربية بتجنب ذلك، فيما ذكرت تقارير إعلامية هندية أن روسيا تقدم خصما على مشتريات النفط بنسبة 20% مقارنة بالأسعار القياسية العالمية. زيارة لافروف للهند انهيار الدولار عالميا وفي هذا الصدد، قال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد الدولي، إن الدولار وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، هي إجراءات السيطرة السياسية الغربية على الاقتصاد العالمي، من خلال قروض تمويل المشاريع وغيرها، مشيرا إلى وجود العديد من المحاولات من دول آسيا للتعامل عن طريق الذهب أو غيره من العملات مثل اليوان، ولكن الولاياتالمتحدة تعمل باستمرار على إفشال هذه المحاولات، لأنها تمثل ضربة قاصمة للاقتصاد الأمريكي وانهياره. وأشار إلى قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ببيع الغاز مقابل الروبل، يمكن تطبيقه على أرض الواقع، فقد اشترت الهند 3 ملايين برميل نفط روسي، مقابل الروبية الهندية وليس الدولار، والهند تعتبر حليفا للولايات المتحدة وبالرغم من ذلك لم تلتزم بالعقوبات. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، قالت في وقت سابق، إن مشتريات الهند من النفط الروسي "لا تنتهك العقوبات الأمريكية"، لكنها حثت الهند على "التفكير في المكان الذي تريد أن تقف فيه عند كتابة التاريخ".