تخوض القوات الروسية والأوكرانية، معركة عنيفة للسيطرة على مدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا المطلة على بحر آزوف، حيث يقاتل الطرفان بشراسة تنبئ بمدى أهمية المدينة لكل منهما. وتعد السيطرة على ماريوبول، التي يبلغ عدد سكانها نحو 410 آلاف نسمة، أمرا استراتيجيا بالنسبة لروسيا لأنها ستسمح لها بالربط بين قواتها في شبه جزيرة القرم وتلك الموجودة في المناطق الانفصالية في دونباس. كذلك، تسمح السيطرة عليها للروس بتأمين ممر يربط قواتها التي استولت على الموانئ الرئيسية في بيرديانسك وخيرسون وتلك القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها، والقوات الانفصالية والروسية القادمة من دونباس. مجلس الشيوخ الأمريكى يتبنى قرارا يدين تصرفات روسيا فى أوكرانيا رغم العقوبات الغربية.. روسيا تسدد 117مليون دولار خدمة دين عن سندات دولية ومثل ميناء بيرديانسك يتمتع ميناء ماريوبول التجاري الاستراتيجي بأهمية رئيسية في مجال تصدير الحبوب والصلب المنتج في شرق البلاد. وإلى جانب موقعها الجغرافي الاستراتيجي، تعتبر ماريوبول مدينة صناعية كبيرة، إذ توجد فيها مصانع شركتي المعادن الكبيرتين أزوفستال وإيليتش اللتين توظفان عشرات الآلاف من الأشخاص. وتقع ماريوبول على بعد حوالي 55 كلم من الحدود الروسية و85 كلم من دونيتسك معقل الانفصاليين المدعومين من روسيا، وهي حتى الآن أكبر مدينة لا تزال في أيدي كييف في حوض دونباس الذي يضم مناطق دونيتسك ولوجانسك، وجزء منها تحت سيطرة المتمردين الموالين لروسيا. وتعطلت وسائل النقل العام في المدينة وانقطعت الكهرباء عن بعض الأحياء منذ مطلع الشهر الحالي وتمتد طوابير طويلة أمام المحلات التجارية القليلة التي ظلت مفتوحة، بحسب سكان. يذكر أن الانفصاليين الموالين لروسيا سيطروا على المدينة الساحلية البالغ عدد سكانها حوالي 450 ألف نسمة لفترة وجيزة في عام 2014، قبل أن يستعيد الجيش الأوكراني السيطرة عليها. وأكدت هيئة الأركان الأوكرانية، اليوم الأربعاء، أن القوات الروسية تتكبد خسائر كبيرة وتتراجع في اتجاهات متفرقة. وأعلنت الأركان الأوكرانية استهداف تجمعات القوات الروسية في بعض المناطق الجنوبية. وقالت إن قواتها تمكنت من اسقاط 3 مقاتلات و3 طائرات مسيرة روسية خلال 24 ساعة. وأشارت السلطات الأوكرانية إلى مقتل قرابة 500 مدني في مدينة خاركيف منذ بداية الحرب. وقد ذكرت تقارير صحفية أنه ربما يكون التقدم الروسي البطيء دافعا لإنهاء الحرب ربما خلال الأسابيع المقبلة، وسط عدم سيطرة روسيا على المدن الأوكرانية الكبيرة بعد. ولم تسيطر موسكو على أي من أكبر عشر مدن في أوكرانيا بعد توغلها الذي بدأ في 24 فبراير ، وهو أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ عام 1945. وفي وقت سابق من اليوم، أكدت الخارجية الروسية، أن العملية العسكرية ستحقق أهدافها في أوكرانيا، مشيرة إلى أن كييف لا تظهر التزاما جديا بإيجاد حلول مقبولة من الطرفين. ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مدير الإدارة الأوروبية الرابعة بوزارة الخارجية الروسية، يوري بليبسون، تأكيده، خلال مقابلة أجريت معه، أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ستحقق أهدافها، وسيتعين على أوروبا دفع ثمن الأضرار التي لحقت بالعلاقات الثنائية مع موسكو. وقال المسؤول: "العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا ستحقق أهدافها، وسيتعين على"شركائنا" الأوروبيين دفع ثمن الضرر الذي يتسببون فيه لمصالحهم الوطنية والعلاقات الثنائية التي تطورت عبر الأجيال".