أستاذ مناهج بجامعة عين شمس : تطوير التعليم بمصر يتم وفق معايير عالمية خبير تربوي للطلاب : المستقبل يتجه نحو الذكاء الاصطناعى _المتيني: عين شمس من أولى الجامعات المهتمة كثيرا بالبرامج البينية
أطلق مؤشر المعرفة العالمي تقريره لعام 2021، اليوم الاثنين، في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ليُعلن حصول مصر على المركز الأول أفريقيًا، حيث حصلت مصر على المركز 53 على مستوى 154 دولة للعام الحالي، لتقفز 19 مركزًا مقارنة بالعام الماضي( المركز 72 على مستوى 138 دولة خلال العام الماضي 2020). وفى قطاع التعليم العالي، أوضح التقرير تقدم مصر للمركز 35 على مستوى 154 دولة للعام 2021، مُقارنة بالمركز 42 على مستوى 138 دولة عام 2020، والمرتبة 49 على مستوى 136 دولة عام 2019، والمرتبة 59 على مستوى 134 دولة عام 2018، والمرتبة 54 على مستوى 131 دولة عام 2017 في ذات المؤشر. وحظي قطاع التعليم في مصر باهتمام ودعم ومتابعة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الفترة السابقة تبحث في المقام الأول عن مصر في وضع أفضل، وأدى ذلك إلى تطور كمي وكيفي غير مسبوق في هذا القطاع، لأن التعليم من أهم المجالات التي يجب أن تولي كل دولة اهتماماً خاصاً به، والاهتمام بالتعليم يعد اهتماماً بإصلاح المجتمع بشكل عام.
وفي هذا الاطار أكد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أن وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي تشهد تطور هائل من حيث المناهج والبينبة التحتة . وأشار أستاذ المناهج إن فلسفة تطوير المناهج تفيد بأن الدولة مقبلة على بناء إنسان إيجابي قادر على التفكير. وأضاف الدكتور حسن شحاتة أن التطوير يتم وفق معايير عالمية تطبق محليا، مشيرا الي أن التعليم بمختلف مراحله يعتبر الركيزة الأساسية التي تقوم بها البلاد لنهضة الشعب .
وفي ذات السياق أكد الدكتور تامر شوقي استاذ علم النفس التربوي بكلية تربية جامعة عين شمس أن وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي بدأت في تطوير التعليم منذ مرحلة رياض الاطفال حتى التعليم الجامعي، داعيًا الشباب لأهمية اكتساب المهارات التكنولوجية لبناء جيل قادر على القيادة وخدمة المجتمع .
وأشار الدكتور تامر شوقي الي أن سوق العمل يتطلب حاليًا امتلاك مهارات التكنولوجيا المتقدمة واللغات الأجنبية المتعددة، ولم يعد الأمر مقتصرًا على كليات الطب والهندسة وغيرهما، وهذه المهارات توفرها كثير من الجامعات خاصة الجامعات الأهلية التي تم إنشاؤها مؤخرًا، وهى جامعات دولية ولها مكانة عالمية وتمتلك برامج تعليمية متميزة.
وأكد الدكتور تامر خلال تصريحاته ل"صدي" البلد أن العالم دائما في تطور والتغير التكنولوجي نتيجة تزايد التطبيقات المختلفة للثورة الصناعية الرابعة لمواجهة التحديات المجتمعية.
وأشار شوقي إلي أنه يوجد بعض الكليات الضرورية لسوق العمل وهي كالآتي:
كليات يحتاجها سوق العمل
_ كلية الطب البشري _ التمريض _ الصيدلة _ الإعلام _ الهندسة الطبية الحيوية _ كلية علوم _ كلية الحاسبات والمعلومات _ قسم أمن المعلومات بكلية حاسبات ومعلومات _ الهندسة النووية وأوضح، أن المستقبل يتجه نحو الذكاء الاصطناعى، منوها بأن أكثر المجالات احتياجا لسوق العمل كليات الحاسبات والمعلومات وكليات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح الدكتور تامر شوقي أن تأهيل الطلاب فى مصر لسوق العمل يبدأ من المراحل المبكرة للتعليم، بحيث تتيح المرحلة الابتدائية اكتشاف قدرات التلميذ وتساعده على تنميتها، إلى أن يصل للمرحلة الثانوية فيكون توجه الطالب واضح.
ومن جانبه أكد محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس علي اهمية البرامج البينية بوصفها من أهم التوجهات التي ظهرت في كثير من الجامعات العالمية والعربية، وتكمن أهمية هذه النوعية من البرامج في أنها تساعد في حل مشكلات واقعية من خلال تكامل أكثر من تخصص علمي، وتناسب احتياجات ومتطلبات سوق العمل الحالي، و تعمل علي إزالة الحواجز بين المعرفة النظرية و التطبيق العملي لها، كما تطور هذه البرامج مهارات التفكير البيني لدي الطلاب بحيث يكونون قادرين علي تحليل رؤي من منظورات مختلفة و قادرين علي الإبداع في مجالات متكاملة.
وقد أوضح اختلاف البرامج البينية عن البرامج متعددة التخصصات، فالبرنامج البيني يسمح بالتكامل بين أكثر من تخصص علمي واحد للوصول إلي برنامج له هوية مستقلة عن التخصصات المكونة له، ويعرض البرنامج مقررات تختلف بشكل كبير عن المقررات التي تقدمها التخصصات المشتركة فيه، أما البرامج متعددة التخصصات فهي برامج تعتمد علي إضافة تخصص جديد إلي تخصص دراسي قائم و قد يكون التخصصان رئيسيان أو تخصص رئيس و تخصص فرعي، و تعتمد البرامج متعددة التخصصات علي دراسة موضوعات من وجهات نظر مختلفة و المقررات المقدمة في هذه البرامج هي مزيج من المقررات التي تدرس في كل تخصص منهم علي حدا . وأكد أن جامعة عين شمس من أولي الجامعات المصرية التي أولت اهتماماً كبيراً بالبرامج البينية و خطت في ذلك خطوات كبيرة، حيث قامت الجامعة بالتعاقد مع شركة ديلويت و التي قامت بتحليل سوق العمل و تحديد وظائف المستقبل، وقد اقترحت الشركة 51 برنامجا بينيا يجمع بين أكثر من تخصص و وتسعى الجامعة لتنفيذ هذه البرامج في فرع جامعة عين شمس بالعبور ومن أمثلة هذه البرامج: (برنامج علوم الصحة وبرنامج العلاقات الدولية و برنامج المعلوماتية الطبية و برنامج علوم البيانات و برنامج أنظمة الأرض) ، كما قامت بعض كليات الجامعة بالفعل باستحداث برامج بينية بين أقسامها المختلفة مثل كلية الهندسة و العلوم و الزراعة والحاسبات و المعلومات و التجارة و الآداب و التربية ، و من امثلة البرامج البينية التي طرحتها كلية الهندسة: برنامج هندسة المواد ، وهندسة الميكاترونيكس، هندسة العمران البيئي، برنامج أنظمة الاتصالات، وقد طرحت أيضا كلية العلوم برامج بينية و متعددة التخصصات مثل: برنامج جيوفيزياء البترول، برنامج البيومعلوماتية التطبيقية، برنامج الميكروبيولوجيا التطبيقية و التحليلية، أما عن كلية الزراعة فكانت لها المشاركة ببرنامجين هما: برنامج البيوتكنولوجيا الزراعية، و برنامج جودة و إدارة الزراعة العضوية.
و أشار إلى وجود مجموعة من التحديات التي تواجه تطبيق مثل هذه البرامج منها: تحديد تبعية الدرجة العلمية التي تمنح من البرنامج البيني لأي كلية من الكليات التي تقدمها التخصصات المشتركة في البرنامج، بالإضافة إلى اقتراح مقررات جديدة في هذه البرامج ذات هوية مستقلة تختلف عن مقررات التخصصات المكونة لهذه البرامج، تشجيع ثقافة الفريق التدريسي و مجتمعات التعلم المهنية بين أعضاء هيئة التدريس، و أخيرا أليات التقويم في هذه البرامج. وأكد اهتمام جامعة عين شمس بمواجهة هذه التحديات من خلال خطة مستقبلية لاستحداث البرامج البينية ترتكز أبعادها على: وضع معايير واضحة لاستحداث البرامج البينية و متعددة التخصصات و كيفية تخطيطها و وضع لائحة واضحة للبرامج البينية و تضمينها في اللائحة الداخلية لجامعة عين شمس و تصميم وحدة مسئولة عن البرامج البينية داخل جامعة عين شمس تكون مسئوليتها التنسيق بين الكليات، و تحليل سوق العمل واقتراح برامج بينية جديدة ، و متابعة التخطيط لهذه البرامج و محتواها و أساليب التدريس و نظم التقويم في هذه البرامج و تصميم برامج تنمية مهنية لأعضاء هيئة التدريس عن البرامج البينية و أهميتها و كيفية تصميمها و تقويمها.